آخر طائرة إلتحقت بالبعثة الودادية طارت زوال الأحد من مطار محمد الخامس وعلى متنها 129 راكب منهم الوفد الصحفي المكون من 14 اعلاميا و5 مصورين وبعض المسيرين والمحبين. الطيران ما بين مطار محمد الخامس ومطار صفاقسطينة استغرق ساعتين و20 دقيقة في الذهاب وساعتين و 35 دقيقة في الاياب وكانت العودة للبيضاء في منتصف ليلة الأحد. عاد في طائرة الأحد ليلا اللاعبون والمسيرون والأطقم المرافقة والصحفيون والبعض من الجمهور الذي بقيت منه اعداد كثيرة والتي سوف تلتحق بالمغرب ما بين يومه الثلاثاء ويوم الخميس القادم فريق الوداد وأثناء الحصة التدريبية الأخيرة يوم السبت الماضي بملعب الطيب لمهيري لم يزوده النادي الصفاقسي بالكرات وعددها 10كما ينص على ذلك قانون الاتحاد العربي حيث طلبها إلا أن النادي التونسي آثر التأخير كممارسة من الضغط لإقلاق راحة الوداديين بهذا التصرف. الكاتب الإداري للوداد ادريس مرباح حل بتونس قبل وصول البعثة بثلاثة أيام حيث قام بتهييء كل ظروف الإقامة لتفادي أي عراقيل عند وصول الفريق. المدرب الزاكي بعد وصوله يوم الخميس الماضي إلى مدينة صفاقس انتقل مباشرة إلى ملعب الطيب لمهيري حيث عاين لقاء البطولة التونسية الذي جمع النادي الصفاقسي بالنجم الساحلي والذي انتهى بفوز الصفاقس ب (1/2) وكان فرصة للزاكي للمزيد من المعلومات عن الفريق الخصم. فريق الوداد أقام بفندق فخم بالمدينة يحمل اسم زيتون بلاص من خمس نجوم، كما أجرى حصتي تدريب يومي الخميس والجمعة بمركب فريق النادي الصفاقسي. بمجرد وصول الصحفيين إلى صفاقس وبالمطار وجدوا كل شيء قد هيىء لهم حافلة صغيرة للنقل وبادجات الدخول للمقابلة والتموضع داخل الملعب وقد أشرف على تهييء هذه الظروف كل من عبد الحميد حسني رئيس البعثة ومحمد الباتولي الناطق الرسمي للوداد. مدينة صفاقس يقطنها مليون نسمة وهي مدينة صناعية وهي الثانية من حيث الأهمية بعد العاصمة تونس. * إحتج الكاتب الاداري ادريس مرباح على المنشط بالملعب الذي كان يحث الجمهور على تشجيع فريقه الصفاقسي وهو ما يتنافى وقوانين الإتحاد العربي، وهدد برفع شكوى للمراقب مما يتسبب في ذعيرة لفريق الصفاقسي. أثمان الدخول للمقابلة حددت تذاكر المنصة الرسمية منها 25 ديناراً (ما بين 17 و 18 دولارا» والمنصة العمومية ب 11 ديناراً (حوالي 8 دولارات). كان أحد محبي فريق النادي الصفاقسي رفقة آخرين يحاول تثبيت لافتة فوق السقف الواقي للمنصة المغطاة وقع على ارتفاع حوالي 30 مترا مما أحدث حسرة كبيرة على الجمهور الذي أصيب بالخرس إلى حين الاعلان على أن المحب حالته غير خطيرة وأنه تكلم وأصيب فقط بجروح. مرت الندوة الصحفية في ظروف جد سيئة فلا مكروفون يتحدث بها المدربان ولا مكبر صوت لمعرفة ما قالا مما جعل الصحفيين الحاضرين بالقاعة الصندوق يحتجون لدى ممثل الاتحاد العربي الذي سهر على التنظيم. جمهور فريق الوداد الذي كان حماسه كبيراً طيلة المقابلة من البداية حتى النهاية فاجأ الجميع بإشعال الشهب النارية الحمراء لبعث الحماس في اللاعبين الذين تمكنوا من معادلة النتيجة مباشرة بعد اشعال الشهب. المنصة الصحفية المتوفرة على طاولات للكتابة خصصت للصحافة التونسية، بينما اكتفى بوضع الصحفيين المغاربة الضيوف على كراسي عادية لتركهم وشأنهم في الطريقة التي يكتبون بها وكان أغلبها على الركبتين!! رغم أن مدينة صفاقس هي الثانية من حيث الأهمية في تونس فإن مطارها صغير وبناياتها الخارجية عادية وهي تشبه إلى حد كبير مدينة الداخلة المغربية بأقاليمنا الصحراوية. فريق صفاقس يلعب له لاعبان دوليان ضمن الفريق الوطني هما الحارس حاسم خلوفي وصانع الألعاب عبد الكريم النفطي. عدد المنخرطين بالنادي الصفاقس 5000 منخرط وواجب الانخراط السنوي هو 150 دولارا سنويا. الميزانية السنوية للنادي الصفاقسي من مداخيل متنوعة ومساهمات وإشهار وعائدات تلفزية هي 6 ملايين دولار أي ما يناهز خمس مليارات من السنتيمات المغربية. تأسس فريق النادي الصفاقسي سنة 1919 وفاز ببطولة تونس 6 مرات وبالكأس 7 مرات وكأس العرب مرتين وكأس الكاف 4 مرات وكأس الأندية البطلة الإفريقية مرتين. الطيب لمهيري الذي سمي الملعب باسمه هو مناضل سياسي في عهد الاحتلال الفرنسي وكان لاعبا في ذات الوقت للفريق الذي كان يحمل وقتها اسم النادي الرياضي التونسي وهو الإسم الأصلي. تصدر إدارة النادي الصفاقسي مجلة شهرية رياضية خاصة بالنادي ونشاطاته المختلفة وإنجازاته وماضيه ورجالاته منذ التأسيس وتباع المجلة ب 5 دينارات (حوالي 30 درهما مغربية). قبل ساعة من انطلاق المقابلة كانت أعداد الجماهير الصفاقسية معدودة لكن قبل انطلاق اللقاء بدأ التوافد لتمتلئ كل المدرجات عن آخرها في أقل من نصف ساعة. تعامل الإخوة التونسيون سواء بالمطار أو أثناء الدخول والخروج من الملعب برحابة وسعة الصدر. كما أن أطوار اللعب على أرضية الملعب عرفت روحا رياضية بين اللاعبين. الإنذارات في اللقاء كانت من نصيب الوداديين دون الصفاقسيين وهكذا أنذر الثلاثي الودادي عدوة وسكوما وبيضوضان.