التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما ، في انقرة ، القادة الاتراك، لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الحليفين ، وتوطيد تحالف هذه الدولة المسلمة الكبيرة مع الغرب. وقبل مغادرته براغ ، دافع اوباما عن انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي ، ليصبح عنوان زيارته اعادة الثقة بهذه الدولة ذات الاهمية الجيو-استراتيجية الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واشادت صحيفة ""صباح "" التركية ، الواسعة الانتشار، بموقف اوباما الذي لم يرق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، الذي كرر التعبير عن معارضته الشديدة لانضمام تركيا. وبدأ الرئيس برنامجه في انقرة ، بزيارة الى ضريح مؤسس تركيا الحديثة ، مصطفى كمال اتاتورك (1881 -1938 ). وكان اتاتورك اسس سنة 1923، جمهورية تركيا العلمانية على انقاض السلطنة العثمانية من ب""الابادة"" ، وان يعود بالتالي عن تصريحاته التي ادلى بها خلال حملته الانتخابية. وبعد وضع اكليل من الزهر ، وقع اوباما الكتاب الذهبي في الضريح ، حيث اكد رغبته في ""ترسيخ العلاقات بين الولاياتالمتحدة وتركيا ، وتعزيز رؤية وارث اتاتورك"" ، في اشارة الى التوجعه الغربي لتركيا. ثم عقد اوباما لقاء مع نظيره التركي، عبد الله غول. وبعد ان ألقي خطابا في البرلمان ، توجه اوباما الى اسطنبول ، حيث يلتقي ، اليوم الثلاثاء ، قادة روحيين، ثم مجموعة طلاب ، على ان يزور مسجدين. وقال مسؤول اميركي يرافق اوباما في جولته ، للصحافيين ، ان ""الرئيس يؤكد شعوره بان تركيا تشكل حليفا حاسما ، وتشكل جزءا كبيرا من اوروبا. لقد اراد زيارة تركيا لانه يعتقد بانه يجب استئناف العلاقات بين البلدين التي توترت في السنوات الماضية"". وكانت العلاقات بين الحليفين في حلف شمال الاطلسي توترت عام2003 ، بعد التدخل العسكري الاميركي في العراق الذي عارضه الاتراك عبر رفضهم فتح حدودهم امام القوات الاميركية لتنفيذ اجتياح من الشمال. وتحسنت العلاقات منذ ذلك الحين ، وتقوم الولاياتالمتحدة بتقديم معلومات للجيش التركي لملاحقة المقاتلين الاكراد المتحصنين في شمال العراق. وحسب المسؤول نفسه، فان اوباما يرغب في بحث التحديات الاقليمية المشتركة ، مثل ""التهديد الارهابي ، والحرب في افغانستان ، والعلاقات مع ايران ، وهدف الوصول الى سلام دائم بين اسرائيل وجيرانها"". يشار الى ان تركيا حليف لاسرائيل ، ولها حدود مع ايران والعراق. وخلال جولته ، دعا اوباما حلفاءه الى ارسال قوات اضافية الى افغانستان ، حيث تساهم تركيا ب900 رجل. ولا ترغب انقرة في الوقت الراهن في تعزيز وجودها العسكري هناك. وتم نشر اربعة الاف شرطي ضمن الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت في العاصمة التركية ، وحوالى تسعة الاف اخرين في اسطنبول.