* العلم – هسبريس يميل بعضهم إلى العزلة والعجز عن تفسير عواطفهم، فيما يتمتع البعض الآخر منهم بقدرات كلامية وحركية غير عادية.. وتختلف نظرات الآخر إليهم بين العطف تارة وبين النقص تارة أخرى، لتصل إلى حد السخرية منهم والانتقاص من ذواتهم وعقلياتهم. في سابقة من نوعها، نفذ آباء وأمهات المصابين باضطراب التوحد السلوكي مسيرة احتجاجية تضم الأسر التي لها علاقة بهذا المرض المكلف والمبهم لإسماع أصواتهم ومعاناتهم المادية والنفسية في مواجهة المرض، ما هو مرض التوحد؟ وما هي أعراضه؟ وما هي سبل العلاج؟ تفسر سارة الشطي، اختصاصية التقويم النفسي الحركي، في حديث لهسبريس، أن التوحد هو اضطراب نمائي يصيب الإنسان في الثلاث سنوات الأولى من حياته. وأوضحت الشطي بالقول: « يمكن اعتبار هذا المرض إعاقة؛ لأنه يمس الجانب التواصلي والتفاعلي والاجتماعي واللفظي وغير اللفظي مع المحيط الخارجي ». وأضافت اختصاصية التقويم النفسي الحركي أن أعراض التوحد تظهر تماما عند بلوغ الطفل ثلاثين شهر، حيث يبدأ في تطوير سلوكيات شاذة وانطواء الطفل على ذاته رافضا كل تواصل جسدي أو حتى بصري. وبخصوص سبل العلاج، تؤكد الشطي أنه « إلى حد الآن، لم يتم اكتشاف علاج نهائي للتوحد، باستثناء بعض الأدوية التي تكبح الاضطرابات المصاحبة كحالات الصرع والهيجان ومحاولة إيذاء الذات والغير ». واستطردت: « لكن هذا لا يعني ترك المصاب بالتوحد يواجه مصيره، فلا بد من التدخل شبه الطبي كالتقويم الحسي الحركي وتقويم النطق. كما أن هناك التتبع النفسي والتربوي، حيث يتم العمل على تزويد المعالج الطفل بأكبر كمية ممكنة من الدعم والمرافقة وتجنب الإحباط مع التفهم والثبات الانفعالي من قبل المعالج كمرحلة أولى ». وفيما يخص التدخل التربوي، تبرز اختصاصية التقويم النفسي الحركي أنه يقوم على أساس تقنيات تعديل السلوك يشرف عليها تربويون متخصصون من أجل تطوير المهارات التواصلية الاجتماعية التي يفتقدها الطفل التوحدي شددت المتحدثة على ضرورة العمل مع الوالدين على تقديم الدعم النفسي وتلقينهما طرق التعامل مع المريض حسب الحالة، موضحة أن طرق التعامل مع الطفل التوحدي المتعارف عليها عالميا أثبت نجاعتها في التكفل التربوي بذوي التوحد كبرنامج بيكس وبرنامج ABA وبرنامج تيتش. التوحد.. المحنة التي تبحث عن الحلول..