الرباط: العلم تعيش هذه الأيام صناعة عود الثقاب آخر أيامها بسبب المنافسة الشرسة التي تعرفها من طرف صناعة الولاعات التي تدخل نسبة كبيرة منها الى بلدنا عن طريق التهريب. فمنذ سنوات كانت هذه الصناعة تنتج 100 مليون علبة بحيث نزلت الى الربع حسب تقرير الشركة المحتكرة لهذه الصناعة (Comaral) والتي ابتلعتها صناعة الولاعات الصينية والفرنسية والاسبانية والهولندية. ويستفاد من المعطيات الرسمية أن الواردات من الولاعات برسم 2007 بلغت حوالي 15 مليون وحدة، انتقلت الى حوالي 20مليون و 300 ألف وحدة برسم سنة 2008.. ويتخوف المهنيون من الخطورة التي تمثلها نسبة كبيرة من هذه الولاعات خصوصا تلك المستوردة من آسيا حيث تعتبر بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار تحت تأثير أي عامل باعتبار عدم توفرها على معايير الصحة والسلامة المعمول بها في مثل هذه المواد. وتفيد المعطيات المتوفرة ان سنة 2008 سجلت على مستوى الواردات من القداحات أكثر من 679 الف و 52 كلغ بقيمة 20،2 مليون درهم بحيث تربعت على القائمة الصين ب 576.229 كلغ متبوعة باسبانيا ب 59.125 كلغ وفرنسا ب 25.445 كلغ. وتظهر هذه المعطيات ان المهنيين لم يصمدوا أمام هذا الغزو رغم استعمالهم لجميع الوسائل الحمائية والقانونية، ويؤكد رئيس الشركة المحتكرة لهذه الصناعة (صناعة عود الثقاب) أن السلطات لم تقم بواجبها حينما سمحت للمهربين بالسيطرة على هذا المجال. وتشير المعطيات الى أن علبة من عود الثقاب تحتوي على 40 وحدة تسوق ب 0،50 درهم في حين ان قداحة واحدة تحتوي على 500 شعلة تباع بالثمن نفسه بحيث تظهر مدى شراسة المنافسة. والى حدود سنة 1980 تم بيع 10 ملايين علبة كل شهر بزيادة 50% بالمقارنة مع سنة 1972، بعد ذلك بدأت هذه الصناعة في الانخفاض بدخول عود الثقاب الباكستاني الى السوق المحلية. في حين ان العنصر الجديد في هذا القطاع يكمن في الصعوبات المتمثلة في إيجاد المواد الأولية والتي اغلبها مستوردة، والتي تعرف ارتفاعا متزايدا في أثمنتها بلغ 30% في مدة لاتتجاوز 6 أشهر. من خلال هذه المعطيات تظهر مدى صعوبة تدبير هذا القطاع الذي يغطي فقط السوق المحلية وأصبح عاجزا تماما عن مواجهة المنتوجات المستوردة او المهربة.