افتتح أخيرا بمتحف فريد بلكاهية بمراكش معرض فني حول موضوع "حديث الشجرة " في أعمال الفنان الراحل فريد بلكاهية، وذلك على هامش قمة المناخ "كوب 22". وتبرز لوحات هذا المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الحضور القوي لتيمة الشجرة في أعمال الفنان بلكاهية الذي شببها بالانسان.حضر حفل الإفتتاح والي جهة مراكش-آسفي السيد عبد الفتاح البجيوي وشخصيات محلية وعدد من الفنانين التشكيلين ورواد عالم الفن.
وحسب مديرة متحف بلكاهية رجاء بنشمسي، فإن الفنان فريد بلكاهية، الذي توفي سنة 2014، أولى اهتماما خاصا لموضوع البيئة قبل الأوان، لهذا السبب ترك، مند بداية السبعينات، الرسم بالزيت وعوضه باستعمال مواد طبيعية كانت مستخدمة بقوة في الفنون التقليدية، كالنحاس والجلد، والتي تناولها حصريا، مع صبغات نباتية ومعدنية.
وأضافت الكاتبة رجاء بنشمسي وهي زوجة الفنان الراحل، أن عشق فريد بلكاهية للطبيعة دفعه لتناول الشجرة كموضوع أساسي في أعماله، حيث وظفها في لوحاته بأساليب منمقة وبأشكال مختلفة تارة مربعة او مثلثة، أو على شكل صليب، وغالبا دائرية.
وذكرت بأن بلكاهية رسم سنة 1963 أول غابة، وطيلة مساره الفني لم يتوقف عن الرجوع لتناول موضوع الشجرة التي أصبحت أيضا موضوع أبحاث شعرية وفلسفية وروحية.
لقد وضع الفنان فريد بلكاهية حلمه بالشجرة في دينامية استكشاف حيث سيقوم تدريجيا باستنطاق الشجرة في كل ابعادها الحقيقية خاصة الرمزية.
ازداد الفنان بمراكش عام 1934، ورحل صغيرا إلى أزمور والجديدة لمتابعة دراساته الابتدائية، قبل أن يعود إلى مراكش حيث أنهى دراسته الثانوية بثانوية مانجان، وفي عام 1954 أقام أول معرض له بفندق المامونية بمراكش.
وسافر الفقيد ما بين عامي 1955 و1959 إلى باريس لمتابعة تكوينه في مدرسة الفنون الجميلة، قبل أن يستكمل دراست ه في العاصمة التشيكية براغ ليعود بعدها إلى المغرب عام 1962، ليتولى إدارة مدرسة الفنون الجميلة في الدارالبيضاء حتى العام 1974.
وفي هذه المرحلة انتقل من إبداعه للرسم بالألوان الزيتية إلى فن الطرق على النحاس، كما عم ل على تطويعه على أبعاد متعددة ليشكل منه نفائس للتعليق على الجدران.
وفي منتصف السبعينيات اشتهر بلكاهية بأعماله الجلدية، مستخدما طرقا تقليدية على شاكلة اشتغال نساء الأطلس على الصوف والجلد ومن تم العمل عليه بصبغات الجلد الطبيعية مثل الحناء.