تتعمد خلال الفترة الأخيرة، وسائل إعلام محسوبة على انفصاليي البوليساريو، الترويج لما تصفه بوجود مقاتلين تابعين للجبهة في الشواطئ الأطلسية للمغرب على الحدود مع موريتانيا، وتدعي توفرها على صور وأشرطة تؤكد ما تسميه سيطرتها على المنطقة الرابطة بين الكركرات والكويرة جنوبا، مضيفة أن ذلك يتم وفق تنسيق بين الانفصاليين والسلطات الموريتانية، لتأمين الربط بين المخيمات والحدود المغربية الموريتانية في اتجاه المحيط. ويعد منح تسهيلات لجبهة البوليساريو لتمكينها من نشر مقاتليها بالساحل المقابل لمنطقة الكركرات، سلوكا من سلطات الجارة الجنوبية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول حيثيات اتخاذه في هذه الظرفية بالذات، علما أنه غير مسبوق منذ شتنبر 1991، تاريخ توقيع اتفاقية الهدنة بين المغرب والبوليساريو، ما ينذر بمزيد من التأزيم في العلاقات الثنائية بين الرباطونواكشوط، وكذا تهديد أمن المنطقة بالعودة إلى الحرب مع الكيان الانفصالي المدعوم من جنرالات الجزائر. في هذا السياق، اعتبر عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية والأمنية، أن البوليساريو وبتكوين من الجيش الجزائري، أحدث سنة 1980 فرقة بحرية خاصة، عبارة عن كوموندوهات للغطس وتلغيم الموانئ والغواصات، ومحاولة التسرب إلى المياه الإقليمية للمغرب في عدة محاولات أجهضتها البحرية الملكية المغربية الموجودة بقوة على الحدود البحرية بين المغرب والجارة موريتانيا، وكذا في أعالي البحار. وشدد المكاوي، على أن البوليساريو ومن ورائها الجزائر، تعلمان جيدا أن القوات المغربية حاضرة وبقوة في هذه النقط، بيد أنهم حاولوا مرارا استعمال زوارق مطاطية وما شابه للتسرب إليها، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن الترويج للكتيبة البحرية للانفصاليين ليس جديدا، فهي من تأسيس قائد البحرية الجزائرية غضبان، وقد فشكلت بشكل ذريع في اختراق هذه المناطق، بالنظر للإمكانات والقدرات التي يتوفر عليها المغرب لرصد مثل هذه التحركات. وفي جوابه، حول مجيء هذه التحركات في ظرفية تزيد من تأزيم العلاقات بين المغرب وموريتانيا، قال نفس الخبير، إنه ليس هناك توتر رسمي بين الدولتين، لكن هناك بعض الأعمال العدائية الموريتانية، التي إذا تأكدت فمن شأنها أن تدخل علاقات البلدين في إطار التوتر، مذكرا بأن المغرب قد أخبر سلطات نواكشوط حول مشروعه المدني في منطقة الكركارات، الذي لا يعتبر بحال خرقا لوقف إطلاق النار. وأضاف الخبير نفسه، أن أي سلطة تتولى الحكم في موريتانيا وتنحاز لطرف من الأطراف الكثيرة في المنطقة، يكون مصيرها الاندحار والفشل والانقلابات، والجنرال محمد ولد عبد العزيز، يخاف ولا شك على حكمه من مثل هذه الاختيارات.