بحلول يوم 26 فبراير 2009 تكون قد مرت خمس وعشرون سنة على رحيل المجاهد الحاج عبد الهادي بن العباس لحلو الذي وافته المنية يوم 26 فبراير 1984. فقد كان الحاج عبد الهادي لحلو من الوطنيين الذين تصدوا لمناورة الظهير البربري، وكان من زمرة الشباب الذين تطلعوا منذ يفاعة سنهم إلى تلقي القيم الوطنية على يد محمد اليزيدي وأحمد بلافريج والحفيان الشرقاوي وعثمان جوريو والفقيه غازي والفقيه جزولي، والذين كانوا النواة الأولى السرية لمكافحة الاستعمار. وكان عبد الهادي لحلو يتصل بالتجار والعمال والشباب ويبث فيهم روح الوطنية، ويجمع العرائض المؤيدة لوثيقة المطالبة بالاستقلال وبعثها إلى جلالة المغفور له محمد الخامس، كما ساهم في مظاهرات الاحتجاج بالرباط إثر اعتقال المجاهد أحمد بلافريج، وهذ المظاهرات التي رد عليها المستعمر بإطلاق الرصاص وإسقاط عدد من الشهداء. وكان من إسهامات الحاج عبد الهادي لحلو إنشاء صندوق الطالب لمساعدة التلاميذ المعوزين، والمبادرة إلى سد خصاص المدارس الحرة من ماله، كما أبدى صمودا في كل المحن التي واجهها وفي مقدمة ذلك الاعتقالات والنفي إلى أغبال أوكردوس إلى أن جاء الاستقلال. وكان الحاج عبد الهادي لحلو متشبعا بمبادئ العمل الجماعي حيث كان بيته في حي المحيط بالرباط مفتوحا باستمرار لاستقبال الاجتماعات بشكل علني في تحدي للبوليس الفرنسي، كما أقيمت المهرجانات ببيته لستة أشهر متتالية فرحا برجوع المغفور له محمد الخامس. فضلا عن كل هذا، ساهم إلى جانب عدد من رفاقه في تأسيس جمعية البر والإحسان والتي كانت رائدة في العمل التضامني في أحياء المدينة القديمة والعكاري ويعقوب المنصور واليوسفية والتقدم بالرباط. وقد ولد الحاج عبد الهادي لحلو سنة 1912 في فاس ودرس في طفولته في مدرسة الزهراء بالمدينة العتيقة بالرباط ورزق ستة أبناء.