أثار خبر الحادث الذي تعرض له الشاب(ع.م) المغربي القاصر في مدينة مليلية أصداء إعلامية واسعة النطاق تناقلتها المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المحلية (مليلية)، حيث مازالت تداعيات الاعتداء، تخيم على ساكنة المدينةالمحتلة التي تعاني ويلات القهر والظلم جراء ما يمارس عليها من تعسفات و اعتداءات فظيعة منافية لكل المبادئ والأعراف و المواثيق الدولية، في إشارة واضحة فاضحة من حكام المستعمرة للمواطنين بالمدينةالمحتلة على أنهم يعيشون تحت رحمة الاستعمار وأن ساكنتها لم تصل بعد إلى مرحلة المواطنة رغم سنين التعايش. ويظهر هذا جليا من خلال الأحداث الشبه اليومية والممارسات القمعية التي ينهجها البوليس الإسباني أمام أنظار الجهات المسؤولة داخل المدينةالمحتلة وبالمعابر الوهمية. إضافة إلى تلفيق التهم الواهية للضحايا والزج بهم في مراكز الاعتقال و غياهب السجون.... وهذا ما وقع بالفعل للقاصر (ع.م) بعد أن شهد مؤخرا بشارع (بابلو باييسكا) بمدينة مليلية السليبة، تدخلا سافرا لعناصر البوليس الإسباني في حق الشاب المغربي الذي لا يتعدى عمره الخامسة عشر سنة، وذلك إثر تعرضه لاعتداء عنيف من قبل أفراد من الشرطة الإسبانية أصيب من خلالها الضحية برضوض وكدمات قوية متفرقة في جسمه.... ويرجع سيناريو الحادث إلى يوم الأربعاء 11يناير 2009، بعدما كانت دورية أمنية تجوب شوارع المدينةالمحتلة، ربما للبحث على مهاجرين مغاربة دون الجاليات الأخرى، وأخضعت في طريقها الضحية(ع.م)للتفتيش بطريقة استعراضية مبالغ فيها جعلته يبدي اعتراضه، مما أثار حفيظة عناصر الشرطة، حيث قاموا بتكبيل يديه بالأصفاد وإمطاره بوابل من صنوف الضرب والشتم بعدما أوقعوه أرضا، إلى أن انتهى الاعتداء الهمجي بنقله وهو في حالة يرثى لها في سيارة الشرطة بدلا من سيارة الإسعاف و منعه من تلقي العلاج ...... وفي هذا الإطار أكد موقع (ناظور سيتي) الشهير وجود صور فظيعة لهذا التدخل الوحشي منشورة على صفحات بعض الجرائد الإسبانية بالمدينةالمحتلة / الصفحة 13لجريدة (مليلية هوي) ليوم 12 فبراير 2009، وكذلك الصفحة 13 لجريدة (لا تيلاغراما دي مليلية)......، تكشف بوضوح هول الاعتداء الذي مورس في حق القاصر، مؤكدة على أن فترة التحقيق عرفت فبركة مجموعة من التهم المجانية، أمام عجز وعدم قدرة الأبوين على تنصيب هيئة مستقلة للدفاع عن ابنهم، حيث كانت النتيجة الحتمية هي إيداع الضحية خلف قطبان السجن لمدة ستة أشهر بمركز القاصرين. عبد القادر خولاني