كلف الناقد السينمائي والأستاذ الجامعي الصديق محمد الدهان من طرف إدارة مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة أكثر من دورة بتنشيط الجلسات الصباحية لمناقشة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان . وكان كعادته وبحق نجما في هذه الجلسات التي لم يحضرها مع كامل الأسف مخرجو ومخرجات الأفلام ، باستثناء المغربية الفرنسية مريم بكير، والذين اكتفوا بإرسال ممثلات في الغالب لتمثيل أفلامهم . وإذا كان المخرج المغربي الشاب هشام فلاح ، المقيم بالديار الفرنسية ، قد أفلح في اختيار عينة من الأفلام القوية إبداعيا وجلبها إلى مهرجان سلا الخامس ، من 19 إلى 24 شتنبر 2011 ، بحكم تنقله بين العديد من المهرجانات السينمائية الدولية ، فإن ما قلل من أهمية جلسات مناقشات الأفلام بقاعة الندوات بفندق الدوليز وجعل حضورها من طرف المهرجانيين لم يكن بالكثافة المأمولة هو غياب مخرجات ومخرجي الأفلام المتبارية على جوائز المهرجان الخمسة ، الجائزة الكبرى و جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة السيناريو وجائزتي التشخيص إناث وذكور ، وعلى رأسهم مخرجات الأفلام المتوجة في حفل الإختتام . ورغم هذا الغياب الملحوظ ، الذي شكل نقطة سوداء على جسد دورة 2011 ، ، فإن الصديق الدهان قد نجح في خلق نقاش مثمر حول الأفلام المعروضة بحضور ممثليها وتم من خلال هدا النقاش تسليط بعض الأضواء على هده الأفلام خصوصا مع الممثلة دوريليا كلميل ، بطلة الفيلم البوركينابي " أجنبيتنا " للمخرجة سارة بويان ، والممثلة لين دان فام ، احدى بطلتي الفيلم الفيتنامي " دوار " للمخرج بوي طاك شوين ، والممثلة اميلي باركلي ، مشخصة دور الأم في الفيلم الأسترالي " لو " للمخرجة بليندا شايكو وغيرهن . وهدا ليس غريبا على منشط سينمائي محنك تربى في أحضان حركة الأندية السينمائية مند أواخر الستينات أولا بمكناس ثم بعد دلك بالرباط وغيرهما من معاقل أندية السينما في عصرها الدهبي ، وشاهد المئات من روائع السينما العالمية وقرأ العديد من الكتب والمجلات السينمائية وشارك في جملة من الندوات ونشط الكثير من جلسات مناقشة الأفلام ونشر مجموعة من المقالات السينمائية في منابر مختلفة وأنتج ونشط من 1987 الى 1990 برنامجا تلفزيونيا بعنوان " الشاشة الكبرى " بالقناة الأولى للتلفزيون المغربي استضاف من خلاله العديد من وجوه السينما الوطنية والعربية والعالمية . ورغم أن الصديق الدهان يعتبر من النقاد الشفويين ، شأنه في دلك شأن الناقد نور الدين الصايل وغيره ، لأنه لم ينشر لحد الآن كتبا يدون فيها أفكاره وقراءاته وتحليلاته للأفلام وتصوراته للوضع السينمائي محليا وكونيا وغير دلك ، فان حضوره في أي مهرجان سينمائي يشكل مكسبا لهدا المهرجان ودلك لأنه يضفي حيوية كبرى على الجوانب الثقافية لكل مهرجان بفضل ثقافته السينمائية الموسوعية وتدخلاته العميقة في الندوات وجلسات مناقشة الأفلام . ومما يثلج الصدر هو انتباهه مؤخرا الى أهمية تدوين الأفكار والتصورات والآراء في الأفلام التي يشاهدها والمهرجانات التي يحضرها والكتب التي يقرؤها ، واقدامه مند نونبر 2009 على فتح مدونة خاصة به وبكتاباته على شبكة الأنترنيت تتمحور مقالاتها حول السينما والتلفزيون تاريخا ونظرية وأخبارا وغير دلك . ومن المواد الأخيرة التي نشرها بمدونته مقالة بعنوان " 2011 : اوديسة سلا " عن الدورة الخامسة لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة . فتحية لهدا المناضل السينمائي ومزيدا من العطاء الفكري والتنشيطي .