اختتمت مساء يوم السبت8/11/2008 فعاليات الدورة الثانية للمسرح الجامعي بطنجة، وكانت فعايات هذه الدورة قد انطلقت يوم الأربعاء 5نونبر 2008بقاعة بكيت بطنجة. وفي كلمته الإفتتاحية أعرب الأستاذ حذيفة أمزيان مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير عن الدور الطلائعي للمسرح الجامعي، الذي يسعى -من خلال هذه الدورة- الى خلق فرجة حقيقية،وإلى ترسيخ قيم الحق والجمال، واعتبرت مديرة المعهد الفرنسي طنجة – تطوان مدام كريستي أن المسرح يشكل فرصة للتواصل بين مختلف الفئات ،في حين اعتبرت السيدة سلمى الطود نائبة عمدة مجلس المدينة أن المهرجان هو فرصة لعرض المستوى الفني والجمالي الذي وصلت إليه الممارسة المسرحية بالمغرب، وأكد الأستاذ الطاهر القور الذي بدل جهوداً استتنائية من أجل إخراج هذه النسخة في حلة أنيقة عن تميز هذه الدورة التي تعرف مشاركة مجموعة من الفرق المشهود لها بالكفاءة في كل المهرجانات المسرحية الجامعية،وأن الهذف من تنظيم هذا المهرجان لايرتبط فقط بالبعد الفرجوي، ولكن بحلم كبير في أن نجعل من طنجة فضاء للممارسة المسرحية الجادة والهاذفة. وقدم الأستاذ المقتدر سعيد الناجي أعضاء لجنة التحكيم التي تتكون من نخبة من عالم الفن والركح :أحمد مسعاية، سعيد الناجي، خالد الدامون، عبد القادر كونكاي، حميد عيدوني، محمد مكروم الطالبي، سناء شداد. واعتبر أن مهمة اللجنة تتمثل في السعي إلى تنمية الفعل المسرحي الجامعي بعنفوانه وزخمه.وتضمن برنامج هذه الدورة عروضاً مسرحية متنوعة: -العرض المسرحي الأول كان لفرقة فضاءات المسرح والتذبير التابعة للمدرسة الوطنية للتجارة والصناعة طنجة، وزاوج هذا العرض الموسوم ب:"قالوا لا" بين الفرجة العصرية المتمثلة في السينوغرافيا والتوزيع الموسيقي، وبين الإشتغال على المسرح داخل المسرح. ولعل المراهنة على الحكاية داخل الحكاية هو ماساهم في تنوع الأدوار لشخوص فرجوية مثل المعطي، والباتول، والقزقوزي. -العرض المسرحي الثاني حمل عنوان:"البيت" لفرقة مسرح الحي الجامعي بتطوان،وجسد الوضع العربي بكل اختلالاته ،والصراع مع العدو من أجل البيت الذي يرمز للوطن والأرض والذاكرة فالعدو(دايفيد ومادلين) يسعى بشتى الطرق للحصول عليه لذلك يلجأ إلى خطط تؤدي في الأخير إلى صراع الإخوة، لتكون النهاية درامية بامتياز. - العرض الثالث"فصيلة على طريق الموت" كان مخالفاً للعروض السابقة على مستوى الموضوع والسينوغرافيا والشخوص المسرحية،فهذه المسرحية لمختبر أمل المسرح بمراكش استعرضت حياة فصيلة من الجيش في منطقة ملغمة تنتهي بقتل قائدهم الذي يمارس عليهم مختلف أشكال التعذيب.وتميزت هذه المسرحية بمظاهر عنف قوية لاتتماشى وطبيعة المسرح الجامعي غير أن مظاهر السخرية التي تضمنها العرض المسرحي جعلت المسرحية تلقى تجاوبا مع جمهور القاعة النوعي. - العرض الرابع لكلية الحقوق بسلا كان معنوناً ب:"لفهاماتور" وتتحدث المسرحية عن عدم التواصل والأنانية وتعصب الرأي والصراع من أجل امرأة، وقد تميز هذا العرض بقوة الحركات المسرحية والتجسيد البسيكولوجي لمختلف الحلات النفسية. - العرض الخامس لورشة موليير للمسرح لكلية طب الأسنان بالدار البيضاء والموسوم ب:"شمس الليل" تناول حياة مجموعة من المكفوفين ومايتعرضون له من مشاكل بسبب إعاقتهم البصرية.وقد تميز هذا العرض ببعده الفكاهي القائم على المفارقة الساخرة وعلى الجمع بين المتناقظات مع الحفاظ على بعده الدرامي. - العرض السادس"جنان العشق"لفرقة شكسبير للفن الدرامي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية اشتغل على موضوعة العشق انطلاقا من الثرات المغربي ،وقد عكس هذا العرض هوس هذه الفرقة بالفن الثراثي الشعبي المغربي على مستوى اللغة والملابس والحركات المسرحية،ممايدل على ارتباط هذه الفرقة بالهوية المغربية على نحو متميز،غيرأن الفرقة مدوة للحذر من استعمال مواد خطيرة (الشموع) في العرض المسرحي. -العرض الأخير لورشة البحث المسرحي والموسيقي بالدار البيضاء كان معنوناً ب:"خدام لالة" وتجري أحداث هذه المسرحية في إحدى القرى المغربية الغنية بالعادات والتقاليد. وتضمنت فعاليات هذه الدورة ورشة السينوغرافيا والملابس أطرتها الأستاذه سناء شداد ،وندوة حول موضوع السياسيات الثقافية بالجامعات المغربية بمشاركة الأساتذه سعيد الناجي، عبد القادر كونكاي، حميد العيدوني، وأحمد مسعاية.وعرفت هذه الندوة سجالات حادة حول وضعية المسرح الجامعي وحول تذبير الشأن الثقافي بالمغرب والمستجدات التي يعرفها العالم في هذا المجال،وحول غياب تصور واضح للجهات المسؤولة (وزارة الثقافة،رئاسة الجامعات) حول الفن المسرحي بالجامعات المغربية. وفي الأمسة الختامية أعلن الأستاذ سعيد الناجي باسم لجنة التحكيم عن جوائز هذه الدورة التي تميزت بالحضور المكثف للطلبة والباحثين والأساتذة ورجال الإعلام وفعاليات المجتمع المدني بطنجة، و بالأعمال المقدمة التي تمتح من مختلف المدارس المسرحية،وقد سجلت الدورة حضوراً لافتاً للمشاركة النسائية ،ودعت في الوقت نفسه الى ضورة تفكير الجهات المسؤولة في ايجاد فضاء مسرحي يتناسب ومكانة طنجة الثقافة والحضارية ،وإلى ضرورة العناية بالتكوين المسرحي داخل الفضاءات المسرحية تجنباً لما تخلل بعض العروض المسرحية من مظاهر العنف. وقد أعلنت لجنة التحكيم عن الجوائزالتالية: - الجائزة الكبرى للمهرجان لمسرحية الفهاماتور لكلية الحقوق بسلا - جائزة أحسن تشخيص إناث:مناصفة بين سونيا الولي وسميرة احشيكر عن مسرحية "خدام لالة". - جائزة أحسن دور ذكور: خالد لعريسي عن مسرحية فصيلة على طريق الموت. - جائزة الإنسجام الجماعي:مسرحية "قالوا لا" فرقة فضاءات المسرح والتذبير التابعة للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة. - جائزة السينوغرافيا:مبارك الفقير-محترف امل للحقوق بمراكش. - جائزة الإخراج :أنور الحساني عن مسرحية فصيلة على طريق الموت. جائزة لجنة التحكيم الخاصة : مسرحية "قالوا لا" - منحت جائزة أمل للكتابة الدرامية ل: رضا بنعزوزة.الحقوق بالمحمدية. وقد منحت جائزة تقديرية للجنة اليوميات التي اعتبرت إضافة نوعية لهذا المهرجان،لكونها كانت الوسلية الإعلامية الأكثر قرباًمن أجواء المهرجان وعروضه وضيوفه. يومية المهرجان رئيس تحريرها:الطاهر القور ،أما هيئة التحرير فقد كانت مكونة من :امحمد مكروم الطالبي،سماح العيدوني،محمد العناز،عمر لعزيز،صور وتصميم عبد العزيز الخليلي وسعيد صلح. وقد تضمنت فعايات السهرة الختامية قراءات شعرية زجلية وسهرة موسيقية.