رفيقةَ دربي.. تمُرّينَ بين خيالات السّكونْ.. تصبِّينَ عمري بكأسِ الشجون.. يتوهّجُ صوتي المسافرُ في همساتِ الفصول، فيستحيل في نرجسِ الكلماتِ، عبقا ليلكيا، يباهي احتراقي، وتورق من شذاه الغصون.. رفيقة دربي .. أخاف أن يصدمني الصدود، أخاف من الآتي ألا يعود، أخاف من إلفك ينساب بين جوانحي، هاربا يأبى القعود.. كم ذا اجتمعنا عبر أرصفة الدروب.. وتبادلنا الخواطر حتى عفت الكروب.. ويقض مضجعي دائما ذكراك في زمن الغروب.. رفيقة دربي.. أخاف من إلفك يمسي سرابا، بعد أن كان صرحا من كلام.. تمضي بنا الساعات، نتيه في نشوتها كما المدام، وتهب نسمات الود تدغدغ مسمعي: الإلف أقوى سلطة.. الإلف أسمى رقة.. الإلف أعنف رجة من حب ترعرع في سكوت. رفيقة دربي.. أخاف من لحظة البوح، حين يهزمني الحنان.. ومن الرسو على أرصفة الشطآن.. لأن الرصيف بدء المسير .. وأن الرسو وقت الرحيل يعوق السفر. رفيقة دربي.. أخشى المسافات التي لا تنتهي.. وكنجمة في الأفق، أفر من قبضة الإغماء، من صمت الأفول.. أخشى الأفول.. أخشى الرؤى تسلب مني سري الدفين .. قد كنت أكتمه جرحا، ينز بداخلي عبر السنين.. أخشى السؤال، جربته، مارسته، ضجت به أركان قلبي ولم يزل يسبي العقال.. رفيقة دربي.. أتغفرين هجري الهجين؟ أتقبلين عذرا رديفا باليمين؟ أتغفرين ازورار خافقي ومحاجري، وإبحاري عبر جغرافية الصمت الحزين؟ رفيقة دربي اعذريني ، متوجس غير أني سأظل دوما أبحر، في عباب الليل.. في بحور الشعر.. دوما في أبد الرحيل.