قصص قصيرة جدا 1. الذئب الذي حسم الاختيار كنتُ هناك .. امتلأ عقلي بعبارة " الذئب الذي حسم الاختيار"، وصارت تتردد فيه باضطراب أشبه بتلاطم الإذاعات في الراديو. - ماذا تريدين من وراء "الذئب الذي حسم الاختيار" ..؟ انظري إلى مطارح الغربان والعصافير والنوارس و .. تختلف الأشكال والوعاء واحد! تتنافر الحناجر والألوان.. والوعاء واحد..! لا تهم تقارير الاختيار وعدم الاختيار.. المهم ماذا تختارين أنت؟ - أنتَ ذاتُك حسمتَ الاختيار. - ولكنني لستُ ذئبا ! - ستتعلم أنتَ كذلك الاختيار. - أتفهمين ..؟ لا يمكنني على الإطلاق أن أكون يوماً ذئباً. وأنت تعلمين ذلك.. - إذن سأعلمكَ الاختيار. - وهل أنتِ..؟ قامتْ، وانصرفت، والذئب الذي حسم الاختيار وجدتُه على مائدة مجاورة يلعب القمار.. ينظف أسنانه البيضاء، أعجبني كثيرا، قلت له مندفعا وبلا مقدمات: - هي تقول إنكَ حسمتَ الاختيار !؟ تبسّم ضاحكا، خِلتُه يمازحني أو سيعينني على فهم الاختيار وعدم الاختيار .. لكن بعد محاولة يائسة للإصحاء وجدتُ نفسي وقلبي .. في قسم المستعجلات، ولم أعد أدري وقتذاك هل حسم الاختيار أم لم يفعل. 2. مومياء مومياء الصحف الأولى تقوم من مراقدها من جديد، والفراشات التي تحرس الجمال توعكت أجنحتها.. 3. عينان .. عينان جاحظتان من الألم، لا ترى النور إلا في الظلام ورحابٍ أضحت رعودا، وحينما تتناثران في عالم طافح بالجماجم والهوان يُرفع عنها القلم وجوبا.