طفقوا عبر الليالي يهبشون أسفل جدار سد يأجوج، هنالك حيث جحيم الظلام ، يهبشون ليلاً ويستريحون نهاراً، ظلوا كذلك بلا جدوى فالأسوار وحدها كانت تتجدد باستمرار. وفي الليالي النادرة التي كانوا يوشكون فيها من اختراق الأسوار، كانت تتراءى لهم أشعة الشمس فيرتجفون منها خيفة، ويبسطون أناملهم على أحداقهم، متبددين تحت أعماق الجدار... في المرة التي عاهدوا أنفسهم على فتح أعينهم في وجه الشمس، إنشرخت الأسوار، وانهمر فيض الحرية، فزعق زعيمهم وهو يتفحص محجريه فرحة: يا بشراي! العيش بعينين ضريرتين تحت الأنوار، خير من العيش بعينين سليمتين في جحيم الظلام.