قصص قصيرة جدا صورة البلد الطين والزيتون، وطول السنين، وهذا البلد الأمازيغي الحزين، أم ترتشف النسيم، وأنا اليتيم، أبحث عن خطواتي الملغومة بالغبن بين حقل منسي في ذاكرتي. على وقع أقدام حافية تدوسني، حين إغتصب "أبناء السبيل" الأركان والزيتون في حضنه الدافئ، تنهد الطين، وتكسرت صورة البلد فوق وجهي زجاجا أجاجا...
عزائكم واحد وضع الطبيب العام السماعة الطبية على رئتي وأمرني بالشهيق والزفير. أعلمني بأنني أتنفس هواءا نقيا نسيه التاريخ في رئتي منذ ألالف السنين، حفاضا على الأمن العام للوطن، دعاني إلى إخفاء حقيقة موتي عن أهلي، وأخبرني بأنني فقدت وجودي منذ القديم. إنتشى الطبيب فرحا بنتائج التحاليل، وضع السماعة إلى جانب مكتبه، وقال لي: "عزائكم واحد". سيرة رجل هو أنا أنا الزاهد المعتكف في هذا الجبل، كنت قد أعلنت توبتي على أن لا أكتب بالعربية حرفا واحدا، بعد إستيقاضي من جرح غائر في سيرتي، وجدت صديقي كعادته يشتمني بوقاحة باللغة ذاتها، وقيل لي بأنه كان يقتات بلسانه العربي هذا من لحمي بالنميمة، فأقسمت على أن أرد عليه بالجميل لا بالمثل. أعددت له شموعا كثيرة وصنعت له وليمة لعيد ميلاد لغتي، إنتفخت بطنه بالطعام، وإعترف لي أمام الملأ بأنني ولدت قبله في هذا الجبل، لكنه مازال يشتمني. الإله المجنون "قليل من الأحجار المكورة سألقي بها هنا وهناك، سأصنع بها كواكب لمجراتي السماوية، سأحكمها بالعدل، وستدخلون جنتي بلا حساب ولاعقاب". نسي الإله المغرور أن ينصب كوكب الشمس في مدار مجراته الحجرية. قيل يومها أن القوم أعلنو غضبهم على الإله، وأخبروه بأن دفئ شمسهم تلك لن تعوضه كواكبه الجديدة. إعترف الإله بالفشل، فدمر عرشه للأبد، بقي القوم ومازلت شمسهم عنهم غائبة!