أخذ القط يبكي بعدما أثقل كاهله بالقيود ، فالأسد قد كلف الكلاب بحرصه ومنعه من الصيد ، ومباشرة أعمال، تضمن له قوت يومه ، سئم من ذلك وفقد الأمل ....فحبس نفسه في جدع شجرة منعزلة. وبعد مرور بضعة أيام استسلم جسده لموت استل منه روح الحياة ...و في الصباح خرج صغار القطط يقتفون أثره ،وفجأة وجدوه هيكلا متآكلا ،اشتموه فعرفوا نسبه وسبب موته ،إنه من عامة القطط الأبرياء المهمشين ،تجاذبوا أطراف الجدال بعنفوان وغضب وضجر.قال قائدهم :"لقد :أكلنا يوم أكل الثور الأبيض" فخرجوا في مسيرة حاشدة اهتز لها عرش الأسد و أعوانه ،أصواتهم تعلو لتصافح التغيير و الحرية ،وتندد بالفقر و التهميش ،وتطالب بتنحي الأسد وتقسيم التركة بالتوازي ...الأرام و الظباء و الغرباء... وجدوا الفرصة سانحة فانظموا إلى المسيرة و في النهاية أذعن الضرغام لمطالبهم لكنه ليزال ينشد حق الاستواء على العرش إلى حين انتهاء ولايته ،مما أشعل فتيل ثورة الرعية من جديد، فأحس بموته البطئ... واستقل ...