صدر مؤخرا للدكتور الحسين زاهدي عن دار أفريقيا الشرق كتاب بعنوان "التواصل،نحو مقاربة تكاملية للشفهي"، تمكن فيه من إرساء معالم وأسس "منهجية ديداكتيكية تواصلية" اعتمادا على معطيات "علم المعاني" في البلاغة العربية، ونتائج الدراسات اللغوية الأصولية، مع الاهتداء بما قدمته المدارس السوسيولسانية ولا زالت في أمريكا الشمالية، وأوربا منذ منتصف القرن الماضي . ويقدم الكتاب مقترحات عملية يمكن أن تساعد متعلمي اللغات على تطوير كفاياتهم التواصلية الشفهية. ينقسم الكتاب إلى قسمين : نظري : - 1 وفيه بسط المؤلف الأسس اللسانية النظرية لمقاربته الديداكتيكية،التي قوامها الانطلاق من المعاني قبل المباني،مستعينا في ذلك بما تقدمه المدارس السوسيولسانية ،اثنوغرافيا التواصل من جهة وبمعطيات علم المعاني خاصة ما يتعلق بمقولة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، ونتائج مبحث الدلالة عند علماء أصول الفقه الإسلامي من جهة ثانية. وفي السياق نفسه انتقد الكاتب ديداكتيك اللغات ذات الخلفية اللسانية البنيوية الوصفية،أو القواعد اللغوية التقليدية،خاصة ما يتعلق بتركيزها على الأنساق اللغوية بما هي أنظمة نحوية وصرفية وصوتية ،واستبعادها ل"الكلام" أو "الانجاز"، ومن ثم للقواعد السوسيوثقافية للتواصل،أي لتقاليد القول والتخاطب الخاصة بكل عشيرة لغوية. الكفايات التواصلية هي ما ينبغي استهدافه في درس التعبير الشفوي لا القدرات اللسانية،إذ ليس كل من يتحكم في القواعد اللغوية قادرا على التواصل باللغة. تطبيقي:-2 في هذا القسم من الكتاب قدم المؤلف منهجية تواصلية لبناء أدوات التعبير الشفهي،أساسها ومنطلقاتها وكافة مراحلها،كما طرح نماذج تطبيقية للعمل الديداكتيكي المباشر من إعداد للمجزوءات وغيرها.