يقوم الفنان المغربي الحسين ميسخون حاليا، بجولة فنية لإبداعه الجديد، في مجال الحكاية الشعبية، ضمن حلقات من "مسرح الحكواتي"، وذلك على مدى ساعة وربع كلها تشويق وإثارة في قالب تراثي شعبي رقيق. وهذا العرض الفني الجميل موجه للكبار والصغار، وهو ما استحسنه العديد من المتتبعين، لما لهذا اللون الفني الجميل من قيمة تراثية وإبداعية تستلهم فنيتها من الموروث الشعبي المحلي والوطني والذاكرة الثقافية المفعمة بفيض من الطقوس والعادات والحكايات الرائعة. والحكواتي أو الراوي، كما هو معروف شخصية شعبية يتذكرها الكبار ويتذكرون معها زمنا جميلا أكثر يسرا وراحة بال من زمننا هذا، الذي أصبحت فيه الشاشة الصغيرة (التلفزيون) في المنازل والمقاهي بمثابة حكواتي آلي على مدار اليوم، لا يتفاعل معه المتلقي إلا وفقا لما يقدمه له من مادة كلامية صوتا وصورة عبر الأثير الفضائي. فيما الحكواتي الإنسان الذي كان يحتشد حوله الناس في المقاهي والساحات العمومية قديما، كان لا يكتفي بسرد أحداث القصة بتفاعل دائم مع جمهوره، بل يدفعه الحماس لأن يجسد دور الشخصية التي يحكي عنها بالحركة والصوت. وما يميز حكواتي الأمس أيضا تلك النفحة من القيم والفضائل التي كانت تتسم بها شخصيات رواياته، وكانت تغذي نفوس المتلقين وعقولهم وتفتح مخيلاتهم لاسيما الأطفال والشباب منهم، على عكس ما تضخه في أيامنا هذه المحطات الفضائية ومقاهي الانترنيت من عادات غريبة ومنفرة. والحكواتي كم يجسد ميسخون في علمه الجديد، شخصية واحدة جسدها كثيرون على مر عقود من الزمن، وهي مهنة عرفتها بلاد نا منذ قرون، وحظيت بشعبية كبيرة جعلتها جزءا من التراث الشعبي في هذه البلاد .إذ كان الناس يقصدون الساحات العمومية المنتشرة في المدن للاستماع للحكواتي وقصص الزير سالم ، وقصص الهلالي، و عنترة ابن شداد ، و"سيف بن دو اليزن"، و"الظاهر بييرس"، وألف ليلة وليلة وغيرها. قصص وروايات وحكايات وألغاز وأحاجي مع الحكواتي والذي لم يعد مجرد شخصية أو مهنة أو حرفة برزت فيها خلال فترة معينة من الزمن، حاليا الحكواتي جزء من التراث المغربي و العربي والتقاليد التي أصبحت من الماضي. ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى إحياءها نظرا لقيمتها التربوية والمعرفية وأهميتها في الحفاظ على الهوية. وبهذا يكون الفنان ميسخون الذي أبدع في هذا المجال وأعاد إليه الاعتبار، من الفنانين الذين اهتموا بهذا النوع من التراث وجسدوه في مجموعة من الأعمال المسرحية بالخصوص، وهو وما أصبح يشتغل عليه الآن من خلال " مسرح الحكواتي"، الذي أصبح معروفا به بجهة الشاوية ورديغة، ومدن أخرى بالمغرب، لما لهذا الفنان المتميز من تجربة ومؤهلات فنية راقية. بطاقة تقنية - الزمان:زمان الحكي الشعبي - المكان:صالحة لأي مكان - الهدف:تغذية وتهذيب النفوس والعقول لاسيما فئة الشباب والأطفال ، والحفاظ على هدا الجزء من تراثنا الشفهي الغني. - اسم التظاهرة :حلقات من الحكي الشعبي"مسرح الحكواتي". مكونات العرض:حكايات- أحاجي – ألغاز – أمثال شعبية. المدة الزمنية للعرض:ساعة وربع كلها تشويق وإثارة في قالب تراثي شعبي يذكر بالزمن الجميل للحكواتي وحلقات الحكي الشعبي . الحسين ميسخون فنان مغربي من مواليد 1958، اشتغل في المجال المسرحي منذ سنة1970عضو بغرفة الممثلين المغاربة . قدم مجموعة من الأعمال المسرحية المهمة لها أبعاد اجتماعية ووطنية .. تم تكريمه في إطار الشبيبة المغربية بالدار البيضاء سنة 1986، من طرف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله تراه. حائز على بطاقة الفنان. يعمل الآن محافظا للخزانة الوطنية بابي الأنوار بإقليم خريبكة.