بتعاون مع وزارة الثقافة نظمت سفارة مصر بالرباط يوم أمس الإثنين4-10-2010بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط ندوة فكرية في موضوع 'ابن بطوطة وليون الإفريقي : رحلة مغاربة في صحراء الساحل"، تم خلالها تسليط الضوء على هذين الرحالتين المغربيين ودورهما في التعريف بمنطقة الساحل الإفريقي. وأكد المشاركان في الندوة، الأستاذان برترون هيرتش وفرانسوا كزافيي ، المؤرخين والمختصين في تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء على الأهمية التي يكتسيها كل من الرحالتين ابن بطوطة والحسن الوزان المعروف ب"ليون الافريقي" في الفكر العربي والإسلامي والدور الذي اضطلعا به في التعريف،على الخصوص،ببلدان ومجتمعات الساحل الافريقي خلال العصور الوسطى. كما أبرزا القيمة الجغرافية والتاريخية والسوسيو-ثقافية التي تتضمنها مؤلفات الرجلين عن الأمصار والبلدان التي شكلت محطات بارزة في مسار رحلتيهما الاستكشافية التي أماطت اللثام عن مجاهل إفريقيا جنوب الصحراء على الخصوص. وفي هذا الإطار، توقف الأستاذان عند المسار الطويل لرحلة كل من ابن بطوطة والحسن الوزان، واعتبرا نتاجهما الأدبي والفكري "ثروة " لا تنضب من المعارف والمعلومات شملت مختلف المجالات. وأبرزا ما امتاز به هذين الكتابين من دقة في الوصف الجغرافي للأماكن التي شملتها رحلة صاحبيها،مضيفين أن المعلومات الجغرافية الوصفية والسكانية،ومعرفة المسالك،وطرق القوافل البرية كانت ذات أهمية بالغة بالنسبة للرحالتين. وأشارا إلى الأثر الذي خلفاه لدى الرحالة والعلماء الأوروبيين منذ القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر حيث شكلت رحلتا ابن بطوطة والحسن الوزان أفضل المصادر عن أفريقيا في أوروبا. ولم يفت المحاضرين التأكيد على الدور الذي لعبته رحلتا الرجلين في ربط جسور الحوار والتواصل بين مختلف الثقافات. يشار إلى أن هذه الندوة،التي حضرها على الخصوص وزير الثقافة السيد بنسالم حميش إلى جانب بعض أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد بالرباط وباحثين ومهتمين بالشأن الثقافي،تندرج في إطار البرنامج الثقافي للمكتبة الوطنية.