تناثرت أوراق الحنين إليك على شرفة الوداع لتصبح هشيما ذابلا لم يبق منه سوى بقايا ذكرى لطالما حاولت أن ألقي بها في الزاوية المظلمة من الأيام فحبك كان أضغاث أحلام وآثار ماضٍٍ بغيضٍ تبعثر بعد أن ألقيت به خارج حدود الزمن فهو لم يكن إلا من هياكل الأوهام العارية في حدائق الخديعة الزائلة لتتوارى أيها الوهم الزائف خلف صخور السراب وكم سليت بالأوهام نفسي وغطيت الحقيقة بالخيال إلى أن هجرني قوس قزح منذ سُكناي في زوايا روحك القاتمة وحين قررت استرداد طيفي من دفاترك الشاحبة سمعت إيقاع قلبي يتراقص طربا على أنغام الحياة الزاهية لتتبدد ذكراك المؤلمة من ساحات عقلي ودهاليز روحي ويتصاعد من الأعماق صوت السماء ليقول لك: على جبين الدهر مات الحنين إليك واندثرت الأشواق لتقبع في سراديب النسيان وبين ثنايا خريف الأحزان فمازال القلب دوحة ربيعية باسقة لا تحنيها ريح الضياع