لماذا؟ يندرج الاهتمام بالمسرح الأمازيغي فكريا و نقديا بتنامي الوعي، محليا و عالمي، بالتعدد الثقافي و بحقوق الخلايا الثقافة و لغاتها و تراثها في الحضور و التفاعل مع الثقافات الأخرى. و من الطبيعي أن الاهتمام بهذه الثقافات يتم عبر التفكير في تعبيراتها الفنية و الإبداعية و خصوصياتها، و مدى تمثلها لعناصر الهوية الثقافية و اللغوية، و مدى تجددها و تفاعلها مع الثقافات المعاصرة. وحينما نتحدث عن المسرح الأمازيغي و نجعله محورا للبحث و الدراسة، فلابد من التطرق إلى الكتابة باللغة الأمازيغية، باعتبارها ناقلا للإرث الحضاري الأمازيغي منذ القديم، هذه الكتابة هي المعبر عن سلوكات و أفكار و مشاعر الإنسان الأمازيغي باعتباره ناقلا لهذا الموروث الثقافي. و إذا كان هناك من النقاد و دارسي المسرح في الجزائر، كما هو الحال في بلدان المغرب الكبير، يعتبرون المسرح الأمازيغي ضعيفا فنيا بالمقارنة مع المسرح باللسان العربي، فإن المسرح الأمازيغي هو أحد الأشكال التعبيرية للثقافة و التراث. و من ثمة فهو منتوج فني لا يخرج عن دائرة المسرح المغاربي ، إذ يؤسس مسرح يزخر بالكثير من الرؤى الجمالية في الشكل و في المضمون، على مستوى الكتابة و كذا الإخراج المسرحي بكل تقنياته. و بعبارة أخرى، إن المسرح الأمازيغي مسرح يجسد التفاعل مع المسارح المعاصرة في الوقت ذاته الذي يعبر فيه هوية الثقافة و اللغة. لعل التجربة المسرحية المغاربية التي تحمل في طياتها، منذ أواخر القرن الماضي، الكثير من الانتاجات المسرحية التي حاولت التأسيس و التجريب لمسرح ناطق باللغة الأمازيغية لأجل إثبات الهوية الأمازيغية و الدفاع عنها كموروث ثقافي وطني، في تصويرها للواقع المعاش و التغني بحرية التفكير و الإبداع. نرى أن هذه الأيام المسرحية قد اختارت صيغة الأيام أولا وليس مهرجان، أن يكون مغاربيا ثانيا، و مسرحا ثالثا، و أمازيغي اللغة و الثقافة رابعا و خاتمته التوقيت إذ اختير الأسبوع الثاني من شهر ماي 2009. و بودنا أن يكون لهذا شعار " المسرح الأمازيغي: حوار، تكامل و تواصل" لدورته الأولى. و نقترح أن يتضمن البرنامج العام للأيام المحاور الأساسية التالية: 1. محور العروض المسرحية: يتضمن عروض مسرحية من كل الأقطار المغاربية، و يتم تحديد عدد الفرق المشاركة من طرف إدارة الأيام كما يمكن إضافة عروض مسرحية على الهامش. و لأن الأمر يتعلق بأيام مسرحية و ليس بمهرجان، فلن تكون هناك مسابقة و لا جوائز و لا لجنة للتقييم. 2. محور مناقشة العروض المسرحية: تعقد صباح اليوم الموالي لتقديم العروض المسرحية جلسات نقدية لمناقشتها، و أن يتم النقد بمتابعة العرض و إعداد ورقة تقرأ في بداية الجلسة، و تشكل أرضية يستأنس بها في النقاش، و يكون لكل جلسة مُسير و مُقرر و أن يحضرها كاتب المسرحية، أو مقتبسها، أو مترجمها إلى جانب المخرج المسرحي. 3. محاور الندوات الفكرية: يحضرها و ينشطها نقاد، مسرحيون و باحثون من الدول المغاربية في مختلف المجالات: أ. تجارب المسرح الأمازيغي و خصوصياته: * ما هي ملامح تجربة المسرح الأمازيغي في الجزائر؟ * و ما هي ملامحها في بلدان المغرب العربي ؟ و ماهي إنجازات و رهانات هذا المسرح؟ ب. خصوصيات المسرح الأمازيغي الثقافية الفنية: * كيف يعكس المسرح الأمازيغي الثقافة الأمازيغية؟ ماهي المكونات الأمازيغية الحاضرة داخل هذا المسرح؟ " عناصر هذه الثقافة؟ Formes de transmission* ما هي أشكال نقل " * ما هي خصوصيات المسرح الأمازيغي على صعيد المهارات الفنية من إخراج، سينوغرافيا و ديكور؟هل يمكن الحديث عن خصوصيات جمالية أم عن مسرح بمواصفات عالمية ناطق بالغة الأمازيغية؟ و كيف استثمر هذا المسرح التراث الجمالي الأمازيغي؟ ج. دراماتورجيا اللغة الأمازيغية: * هي خصوصيات اللغة الأمازيغية على المسرح؟ خريطة النصوص المسرحية و لغاتها الدرامية؟ و ما هي ملامح الوعي اللغوي و الدراماتورجي المتحكم في المسرح الأمازيغي؟ * و من الطبيعي التساؤل عن دراماتورجية اللغة الأمازيغية بناء على طبيعة الريبرتوار المسرحي الأمازيغي و خاصياته. و حدود استثمار التراث التخيلي الأمازيغي في هذا المسرح؟ د. البحث عن هوية المسرح الأمازيغي: يقضي البحث في إنجازات المسرح الأمازيغي و ملامحه الجمالية و الدراماتورجية إلى التساؤل عن ملامح هويته و آفاقها. كيف يعي هذا المسرح هويته؟ و كيف يثبتها؟ 4. ورشة الكتابة الدرامية: و هي حلقة أساسية في هذا الملتقى وذلك من أجل تمثل تقنيات الكتابة الدرامية في عمومياتها ، و من أجل إخضاعها للتراث الأمازيغي الغني في مجال الحكي و المحاكاة و في مجال الاحتفالات، الأعياد و الطقوس الدينية. تستقطب هذه الورشة بعض الذين لهم اهتمام بالكتابة الدرامية، و الذين يمكن أن يَغنوا خزائنها مستقبلا بالنصوص المسرحية. تشتغل هذه الورشة على الحكايات، الخرافات و على الأغاني و الأهازيج الشعبية الأمازيغية، كما تشتغل على الأمثال، الحكم ، الأساطير و على التاريخ المكتوب و السرد الشفوي، و على العادات و التقاليد التي يمكن مسرحتها و إدخالها في نسيج البنية الدرامية الحديثة. و تنتهي أشغال الورشة بكتابة مشاهد فردية أو جماعية. 5. محور النشرية: من الضروري أن يتم هذا الملتقى بالجانب الإعلامي و التوثيقي، و أن تصدر نشرية يومية من مهامها : - متابعة أشغال الملتقى و التعريف بالمسرح الأمازيغي، سواء من خلال تجاربه، أسمائه و قضاياه الفكرية و الجمالية و التقنية. - أن تعرف بالفرق المشاركة و تواكب العروض المسرحية اليومية. - أن تغطي أشغال اللقاءات الفكرية و أشغال الورشة. - أن تحاول تأريخ الحدث الهام بالكلمة و الصورة. 6. محور التكريم: اعترافا للرواد و العاملين المجتهدين في المسرح الأمازيغي، فالتكريم أساسي و ضروري يربط بين الأجيال و التجارب برباط الحب و التقدير، و عليه فمن الممكن أن تتكرر في كل دورة و يصبح تقليدا يعكس اعتراف هذا الملتقى بالعاملين في هذا المسرح. و أحسن توقيت لهذا التكريم هو حفل الاختتام الذي سيتضمن توزيع شهادات التقدير و العرفان إلى جانب تقديم هدايا رمزية ذات مدلوليه عميقة. الفرق المسرحية الأجنبية المشاركة:
1. جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة – المغرب- 2.فضاء تافوكت للإبداع ، الدارالبيضاء – المغرب- الفرق المسرحية الوطنية: 1. المسرح الجهوي تيزي وزو 2. المسرح الجهوي باتنة 3. - الفرقة المسرحية "موناستير" – وهران 4. الفرقة المسرحية " ثيزيري" – سطيف 5. جمعية "إقليلن" للفنون الدرامية – باتنة 6. المسرح الجهوي بجاية 7. الفرقة المسرحية "أسيرم"- الأربعاء ناث يراثن- تيزي وزو 8. الفرقة المسرحية " حميد بن طيب" – إفرحونن- تيزي وزو 9. جمعية "الرفاعة" – باتنة