تقيم الفنانة التشكيلية منى العمري حاليا معرضها الجديد، بفضاء اسيما بحي الرياض في الرباط، مانحة للجمهور، عبيرا رومانسيا يفيض بسحر الشموع وأريج أزهار وذكريات. وتهدي الفنانة في هذا المعرض الذي ينظمه رواق بلا حدود بالصخيرات، ويستمر حتى ال 22 من شهر يناير الجاري، المتلقي باكورة لوحات وجدانية، مفعمة بفوح ورود، وعبق أزهار، أبدعتها الفنانة خصيصا لعشاق أعمالها بمناسبة السنة الميلادية الجديدة 2015. وتستمد أعمال الفنانة التي سبق وان نظمت العديد من العارض الفردية والجماعية وداعتها، من سحر الطبيعية، التي تينع بألوان دافئة، وروائح طيبة وزكية، ما يمنحها رقة تشكيلية أنثوية، عرفت الفنانة كيف تصنع منها، نصوصا إبداعية تنضح بكثير من الرموز والدلالات المزهرة. وتندرج أعمال الفنانة التشكيلية في هذا السياق، في اطار مغازلة ما يطلق عليه، بالواقعية الرمزية، والتشخيص الرمزي، الذي يفضي بالمتلقي إلى عوالم راقية، ومساحات شاسعة ومضيئة، من التأمل وطرح السؤال، حول ورح هذا الرسم، ومراميه السامية والنبيلة. وبهذا تحتفل الفنانة مع الجمهور، بالسنة الميلادية الجديدة، على ضوء شموع أوقدتها في فناء لوحاتها، ونثرت عليها أوراق أزهار وورود ورياحين وياسمين، لها ألوان لا تخطئها العين باللطف والرقة والاشتهاء. وتدرك الفنانة من خلال اشتغالها على هذه التيمة كم هي مؤثرة بلاغة الورود في مثل هذه المناسبات، ما يبرز القيم السامية والرسائل النبيلة والعبرة التي تحملها باكورة ورودها اضمومات أزهارها، التي تحكي قصصا لا يدرك خواتمها الا العشاق والحالمون. وبهذا تكون الفنانة قد وفقت في الجانب المضيء من لوحاتها من تنسيق أزارها وألوانها الدافئة في بيت شعري أنيق، له فيض معاني خالصة، وبلاغة موحية يستشعر معها المتلقي، كم تجانس الفنانة بين الشعري والتشكيلي، فضلا عن رسم عناق ابدي جميل برؤى فلسفية حالمة بين الطبيعي والتجريدي، وكذا بين الشعري والواقعي، ما يعطي أعمالها أفاقا حالمة، ويجعلها نجما ساطعا في سماء الحركة التشكيلية المغربية النسائية، ورحيقا في حديقة فنون بصرية ترسخ لروح المحبة والسلام والتعايش والحوار.