يبدو أن روح الفنان الشعبي الأصيل السي محمد بسطاوي سترفرف على مختلف التظاهرات السينمائية (والمسرحية وغيرها) المنظمة بعد وفاته أواخر سنة 2014 وخصوصا تظاهرات السنة الجارية ، التي انطلقت بحفل تأبيني له بخريبكة نظمته مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية يوم السبت 10 يناير وبقراءة الفاتحة على روحه في افتتاح الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي في نفس اليوم بمسرح محمد الخامس بالرباط . وسينظم النادي السينمائي لسيدي عثمان بالدار البيضاء مساء الجمعة 16 يناير بالمركب الثقافي مولاي رشيد حفلا تأبينيا آخر للراحل بسطاوي بحضور أفراد من عائلته وثلة من أصدقائه ومحبيه من الفنانين وغيرهم ، والبقية تأتي ... وعلمنا أن الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة (من 20 إلى 28 فبراير) ستخصص حيزا من برنامجها لتكريم بسطاوي اعترافا بما أسداه من خدمات لفن التشخيص السينمائي في العديد من الأفلام المغربية ومن بينها أفلامه الجديدة التالية : " جوق العميين " لمحمد مفتكر و " أكادير إكسبريس " ليوسف فاضل و " الوشاح الأحمر " لمحمد اليونسي ... التي ستعرض في إطار دورة 2015 . نتمنى أن تتوج سنة 2015 بإنجاز كتب وأفلام توثق للتجربة الفنية لهذا الممثل العصامي الكبير ، لأن الشفوي يذهب مع الريح ولا يبقى إلا الأثر المكتوب أو المصور ، فهل بالإمكان أن تنطلق مع الدورة 16 لمهرجاننا السينمائي الوطني استراتيجية جديدة في تكريم السينمائيين الأحياء والأموات ، قوامها التوثيق المكتوب والسمعي البصري لذاكرتنا السينمائية بإشراك نقاد وصحافيين وباحثين وبمساهمة مخرجين وتقنيين ومنتجين وغيرهم ؟ إن الحلقة المفقودة في سلسلة برامج الدورات السابقة لمهرجاننا الوطني هي طبع الكتب التي تعرف بالمكرمين من مخرجينا وممثلينا ونقادنا وتقنيينا ومختلف العاملين في حقول السينما الوطنية ببلادنا . فلا معنى لمسألة التكريم دون إصدار كتب وإنتاج أفلام حول الشخصيات المكرمة .