رغم أنني كنت قد حضرت دورتين له ولم أستطع حضور ثالثة العام الماضي نظرا لظروف كرونا، فقد شكل لي الحضور في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي هذا العام والتي أسدل الستار عن فعالياتها أمس حدثا مهما لا من الناحية الشخصية فقط ولكن لكونها كانت دورة متميزة بكل ما في الكلمة من معنى. بالنسبة لي كان السفر هذا العام والحضور بمثابة تلك العودة لمشاهدة الأفلام بالشكل الطبيعي الذي يجب أن تشاهد عليه في الشاشة الكبيرة وفي قاعة سينمائية مليئة بالناس. شاهدت خلال هذه الدورة من مهرجان الجونة وباستمتاع كبير روائع سينمائية بعضها كانت مدرجة داخل المسابقة الرسمية للمهرجان وبعضها الآخر خارجها، أفلام ك"أسوء إنسان في العالم" و"الرجل الأعمى الذي لا يرغب في مشاهدة تيتانيك" والفيلم الوثائقي الجميل "حياة إيفانا" هذان الفيلمان الأخيران اللذان سينالان عن جدارة واستحقاق وعلى التوالي الجائزة الكبرى في صنفي الروائي الطويل والوثائقي، ثم فيلم "الملعب" الذي أبهرت فيه الممثلة الطفلة جمهور الجونة بتشخيصها الرائع لتستحق جائزة أفضل تمثيل عن دورها هذا، ثم فيلم "إرخاء القبضات" أيضا دون أن ننسى الفيلم الظاهرة الذي خلق حالة خاصة أثناء عرضه بالجونة وهو فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، إضافة لأفلام أخرى كالفيلم الهندي "حدث ذات مرة في كلكوتا" الذي يعالج حالات فردية تنوء أكتافها تحت ثقل واقع اجتماعي قاس وظالم بسبب فساد الذمم واستغلال الناس والمكان ، ثم فيلم "كلارا سولا" الكوستاريكي وصولا للفيلم الأخير للمخرج الكبير ويس أندرسون الذي كان ختام عروض المهرجان في اليوم الأخير وفرصة رائعة لمشاهدة فيلم مختلف وجميل. إضافة لهذه العروض وغيرها كنت جد سعيد لحضور "ماستر كلاس" المخرج المتميز دارين أرونوفسكي الذي كان كريما في حديثه عن تجربته أمام جمهور غفير حرص على متابعة محاضرته القيمة. ثم عدة ندوات ولقاءات أخرى نظمت خلال هذه الدورة من مهرجان الجونة السينمائي. أشكر منظمي مهرجان الجونة السينمائي وعلى رأسهم الدينامو انتشال التميمي، الذين أتاحوا لي فرصة حضور ومتابعة وتغطية موعد جد مهم أصبح لاغنى ولا محيد عنه ضمن خارطة المواعيد السينمائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.