يتميز مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة عن باقي المهرجانات السينمائية الكبرى المنظمة ببلادنا بكرم منظميه وبانفتاحهم على عدد كبير من الفنانين والمثقفين المغاربة وعشاق السينما عموما . انه بمثابة عرس فني كبير يقام في قلب حي شعبي دائم الحركة (حي كريمة) وفي فضاءات سلاوية أخرى وتحضره مختلف نساء المغرب السينمائي الى جانب ضيفات وضيوف المهرجان العرب والأجانب . يحضر المغرب والمغاربة اذن في جل فقرات البرنامج العام لدورة 2013 من 23 الى 28 شتنبر الجاري ، ففي المسابقة الرسمية تشارك المخرجة السينمائية والتلفزيونية المقتدرة الأستاذة فريدة بورقية بآخر أعمالها السينمائية وهو فيلم " زينب ، زهرة أغمات " الذي صورته بمراكش ونواحيها وتتناول فيه ، من منظورها الابداعي الخاص ، لحظات من حياة امرأة مغربية قوية وذكية وشجاعة كان لها تأثير واضح على زوجها القائد الكبير يوسف بن تاشفين . واحتفاء بهذا الفيلم المغربي الجديد الذي أخرجته امرأة مغربية وتدور أحداثه حول امرأة مغربية تم اختياره كأول عرض من عروض المسابقة الرسمية ليختتم به حفل افتتاح المهرجان يوم الاثنين 23 شتنبر بحضور عناصر من طاقميه الفني والتقني وعلى رأسهم مخرجته بورقية وبطلته فاضم العياشي . ومعلوم أن هذا الفيلم هو آخر عمل سينمائي شارك في تشخيص أدواره الرئيسية الممثل القدير الراحل محمد مجد (في دور أب زينب النفزاوية) ، الى جانب الممثلين محمد خويي وبنعيسى الجيراري وعبد اللطيف خمولي ومحمد الشوبي ومحمد حراكة ومصطفى اهنيني وجميلة شاريق وآخرين . وقد كان في الأصل مسلسلا تلفزيونيا من 30 حلقة ، كتب له السينايو الصديق منصف القادري من فاس ، وفي غياب ميزانية محترمة لتصويره تلفزيونيا اضطرت مخرجته الى اختزال سيناريوه الى 90 دقيقة في هذا الفيلم السينمائي الذي حصلت بصدده على تسبيق على المداخيل قيمته 380 مليون سنتيم في احدى الدورات السابقة للجنة صندوق دعم الانتاج السينمائي الوطني . وتشارك في لجنة التحكيم السباعية العضوات الممثلة والمخرجة المغربية الشابة سناء عكرود ، كما تشاركن بأفلامهن القصيرة ، في فقرة نافذة على الفيلم القصير من اخراج سينمائيات مغربيات ، المخرجات الشابات سامية شرقيوي (رقصة مع اسمهان) وزينب التوبالي (شبابيك مغلقة) وأسماء المدير (أم- بحر) وأمينة السعدي (رصيف القدر) ، في حين يشارك في فقرة نافذة على الفيلم المغربي الطويل المخرجون أنور معتصم (فجر 19 فبراير) وأحمد بايدو (أغرابو) و محمد العبودي (نساء بدون هوية) و نور الدين دوكنة (خارج التغطية) و رؤوف الصباحي (لفردي) . أما فقرة التكريم في شقها المغربي فقد اختيرت لها المبدعة المتألقة فريدة بورقية والناقد السينمائي الراحل محمد الدهان ، الذي ظل لعدة دورات بمثابة نجم جلسات مناقشة أفلام المسابقة الرسمية بقاعة الندوات التابعة لمركب الدوليز . والسؤال المطروح هو : من سيخلف هذا الناقد الكبير ، بعد رحيله الى دار البقاء ، في تسيير هذه الجلسات الصباحية ؟ وفي اطار العروض الخاصة للمهرجان تمت برمجة عرض الفيلم المغربي " زمان صفية " من اخراج حميد زيان ، كما تمت برمجة عروض لمقتطفات من أفلام المخرج المغربي فوزي بن السعيدي والمخرجة التونسية نادية الفاني في اطار الفقرة الجديدة " حوار بين مخرجة ومخرج " أو " نظرات متقاطعة لرجل وامرأة حول الانتماء الجنسي في السينما " . هذا بالاضافة الى ورشات تكوينية في كتابة السيناريو لفائدة التلاميذ والطلبة وكتاب القصة المغاربة من تأطير متخصصين مغاربة وأجانب ، وتقديم كتابين جديدين أحدهما مغربي بعنوان " شامابلانكا " من تأليف سونيا طالب ، وتنظيم لقاءات مع المكرمين وأخرى مع المشاركات في المسابقة الرسمية ونظرائهن المغربيات وأنشطة موازية أخرى . وقد خصصت ستة فضاءات مختلفة لاحتضان أنشطة المهرجان وعروضه السينمائية هي : فضاء " هوليود " بحي كريمة الذي يضم 900 مقعدا (مخصص لحفلي الافتتاح والاختتام وعروض المسابقة الرسمية ) ، مركب " سعيد حجي " بمدينة سلاالجديدة الذي يحتوي على 350 مقعدا ( عروض الأفلام المغربية القصيرة والطويلة وأفلام " سينما البلد الضيف " ) ، مركب " المنزه " بشارع وادي الذهب ببطانة الذي يتسع ل 450 مقعدا ( عروض الأفلام المغربية القصيرة والطويلة ) ، قاعة الندوات بمركب " الدوليز " التي تضم 300 مقعدا ( منتدى " سينما المرأة وحلم الربيع العربي " ، لقاءات ، حوارات السينمائيين ، جلسات مناقشة الأفلام ) ، قاعة العرض التابعة لمركب " الدوليز " التي يبلغ عدد مقاعدها 350 مقعدا ( عروض أفلام الربيع العربي وعروض السينما التشيلية ) ، النادي العلمي لجمعية أبي رقراق ( الورشات التكوينية ) . وتجدر الاشارة الى أن ادارة المهرجان توجد بفندق " الدوليز " وبمقر الجمعية المنظمة : جمعية أبي رقراق – شارع واد الذهب – بطانة – سلا .