” في العالم القروي مواهب كثيرة ونجوم صغيرة تحتاج أن نكشف عنها بعض الغيم كي تكبر و تسطع…فكلما زرت مؤسسة في محيطنا القروي في إطار نشاط تكويني تربوي أو ضمن لجنة تحكيم أكتشف يناعة مواهب بالفطرة في مختلف أشكال التعبير الفني يكفي أن تحفزها إدارة تربوية جادة ومنشط متطوع مقتدر يعرف أهمية الحياة المدرسية في تكوين شخصية المتعلم(ة) القروي(ة) وترسيخ قيم الجمال و المحبة بكل مجالاتها و سياقاتها فيه مهما كان محيطه القروي مهمشا ومقصيا…في انتظار الذي يجب… ” تومرت لمجيد رجل تربية وفاعل مدني . نظمت جمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة ايام 3 و 4و5 مايو 2019 فعاليات الدورة الواحد والعشرون للمهرجان الإقليمي للمسرح والفنون ، المهرجان الذي نظم تحت شعار : ” الانشطة التربوية دعامة لتنمية قيم المواطنة ” ،والذي احتضنه المركب الثقافي للمدينة ، والمهرجان يشمل مجال الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرحية والسينما ، مجالات تبارت على مرحلتين تمهيدية ونهائية تحت إشراف مؤطرين من داخل ومن خارج المحيط التربوي وعملية الانتقاء النهائي قامت بها لجن تحكيم في كل مجال على حدا ، وقدجائت نتائج الفن التشكيلي والموسيقى كما يلي : فن التشكيل: الجائزة الاولي: التلميذة كوثر حام من الثانوية الاعدادية القاضي عياض الجائزة الثانية: التلميذة زينب شكراني من الثانوية الاعدادية الشهيد البوهالي بلقايد الجائزة الثالثة: التلميذ هاجر رشدي من الثانوية الاعدادية الخنساء. الموسيقى: الجائزة الأولى ثانوية ابن عبدون التاهيلية الجائزة ألثانية : مناصفة بين ثانوية المسيرة الاعدادية و ثانوية الشهيد المعلم العربي الاعدادية اما الفنون المشهدية : الفيلم والمسرح فسنخصها بملاحظات زرع الثقافة والممارسة المسرحية بالفضاء التربوي التعليمي متى ؟ . نظمت الدورة 21/019 بطاقات ابداعية محترفة تحت قبعات اعداديات و ثانويات ، والنتيجة ان هذه المؤسسات تتهافت على الألقاب وليس على زرع الثقافة والممارسة المسرحية بالفضاء التربوي التعليمي . فإذا اعتمدت ( مؤسستين على ذاتها فإنها تدخل للتحدي ؟؟؟ !!!!) وستكون متعثرة طبعا فلا تحبطوا هذا التحدي. وليتم الاعتماد على التلاميذ والتلميذات والأطر التربوية مع الاستعانة عن بعد بالطاقات الابداعية الاحترافية في المسرح !!! ادن شاركت في هذه الدورة للمسرح المدرسي من السلك الإعدادي والثانوي ولا يشارك التعليم الابتدائي منذ سنوات وقد اشرنا في تغطيتنا لنفس الملاحظة في السنة الماضية ؟ وقد أعلنت لجنة التحكيم عن نتائج ترتيب المسرحيات ولجنة التحكيم التي تكونت من : ادريس سحنون و لكبير الشطيبي وجمال الدين الصالحي ومما جاء في تقرير هذه اللجنة ما يلي: ” سجلت لجنة التحكيم الملاحظات التالية بخصوص الأعمال المعروضة:تقارب مستويات العروض المسرحية في معالجة النص والإخراج والأداء المسرحي. ضعف الكتابة الدرامية والتأليف المسرحي مما يعكس عدم تمثل بعض المؤطرين للدور الأساسي للنص المسرحي في نجاح العرض المسرحي رغم امتلاكهم لكفاءات إخراج مسرحي مميزة. سجلت بعض العروض ضعفاً في الفهم الوظيفي للموسيقى والإضاءة. ساهمت تقنية (تكسير الجدار الرابع) في بعض العروض المسرحية في جعل الجمهور متفاعلاً وشريكاً في صنع الأحداث والفرجة والتسلية، إلا أن لهذه التقنية في الإخراج المسرحي مجموعة من الشروط ينبغي أن استيعابها قبل تبنيها واللعب عليها. إقحام البهرجة للتغطية على مناحي الضعف الدرامي. وبناء عليه، توصي اللجنة بما يلي: العمل على الارتقاء بمستوى بعض الأعمال المسرحية والموسيقية المتأهلة قبل تقديمها في ألنهائيات من خلال إقامة أورشا عمل وتدريب لفائدة بعض المؤطرين والمشاركين من أجل تطوير أدائهم ومساعدتهم على التحكم في مختلف عناصر العرض. تنظيم دورات تكوينية في المسرح. إصدار مذكرة تنظيمية توضح شروط المشاركة في المهرجان الإقليمي وتحفز المشاركين على التركيز على المواضيع الهادفة والجادة التي تحمل رسالة تربوية وإنسانية وأخلاقية، تبتعد عن التعابير المباشرة السطحية التقريرية وتتبنى طرائق فنية وجمالية موحية وانزياحية ورمزية … ” وأسفرت مداولات لجنة التحكيم على النتائج التالية: كما يلي : سلك الإعدادي : خطأ مطبعي لأيوب لخزين عن ثانوية الشهيد البوهالي الاعدادية من الجماعة القروية اولاد عزوز ، و حكاية امي عائشة لحسن بو سلام عن ثانوية القاضي عياض الاعدادية بخريبكة ، ومسرحية اللغة العربية تتحدث عن نفسها ثملت ثانوية الشهيد المعلم العربي الاعدادية بخريبكة . وبسلك الثانوي كان ترتيب المسرحيات كما يلي : سفينة لهبال لنور الدين العاشري عن ابن عبدون وفي الرتبة الثانية المزابية لسعيد خنيبة عن ثانوية الفوسفاط التاهيلية . اما الاشرطة ذات الطابع التربوي فقد قدمت اربع تجارب تمثل وجاءت نتائج لجنة التحكيم التي تكونت من : بوشعيب المسعودي و خديجة برعو فازت ثانوية محمد الخامس التي شاركت بشريط لو كان غير من توقيع البحراوي ابراهيم وحسنة سمير . وفي الرتبة الثانية ثانوية الشهيد البوهالي الاعدادية من الجماعة القروية اولاد عزوز تحت عنوان امل من توقيع الحسن هرباب وفي الرتبة الثالثة عملين من ثانوية الداخلة التاهلية بخريبكة فشاركت بالكنز الموروث لجبير مجاهد اما ثانوية الشهيد المعلم العربي الاعدادية من خريبكة بعيد ميلاد سعيد سكينة لمراد بتيل . وفي الشق المسرحي من هذا المهرجان نسجل ملاحظات منها : أن إيقاع مستوى المسرحيات كان مرتفعا خلال هذه الدورة حيث حققت لجمهور وعشاق المسرح فرجات من مسرحيات أبدع أصحابها في مجالات عديدة : إخراجا ، سينوغرافية ، ملابس ديكور … الخ وقد اعتمد على تقنيات مستمدة ومستوحاة من التجارب المسرحية الرائدة . إلى هنا الأمر يظل عاديا ، إلا أن المنافسة الحقيقية كانت مابين مسرحيي المدينة الذين يتنافسون كإفراد تحت مظلات مؤسسات تعليمية في (غياب ) مؤطرين مسرحيين منتمين للمؤسسات التعليمية مما يعني أن المؤسسات التعليمية كانت تتنافس من اجل ” الألقاب ” فأهداف المهرجان التي جاءت ضمن أدبيات المهرجان تدعوا الى توفير : ” فضاء يقوم بالرعاية والتربية والتنشئة الاجتماعية لتأهيل وتكوين المواطن الصالح … تفعيلا للحياة المدرسية …والتي لن تنجح دون أن تكون لها ادوار فنية وجمالية وتنشيطية ، يتفاعل معها المتعلم ايجابيا عبر ممارسة خبراته التخيلية ولعبه ألابتكاري …هدف يربي حس الانتماء عند المتعلم للمدرسة…ويكبر معه الانتماء للوطن …” ، فالعروض المسرحية خلال المهرجان أنتجتها المؤسسات التعليمية ، والمشخصون والمشخصات من المؤسسات وقد برزت مواهب واعدة إذا ما استمرت في التشخيص ستغذي المسرح بدماء حيوية وهذا المكسب داخل المؤسسات التعليمية لن يتسنى لها تنمية وتطوير هذه الملكات والإكثار منها ومراكمتها عدديا كل سنة إلا إذا اعتبار فعليا الفن مغذي للروح والبدن والفكر وتحصين وحماية النشئ من كل الانزلاقات داخل سراديب الحياة . الجانب الثاني وهو الأساسي هو إن المؤسسات التعليمية من خلال العروض التي شهدناها خلال هذه الدورة اكتريتها غير قادرة على توفير أعمال مسرحية خالصة بها بل البعض منها أعمال لمخرجين آخرين لهم تجارب . والاستعانة بهم أمر ضروري إلا إن هذه الاستعانة لم تكن لصالح المؤسسات المتبارية . . . وليست لصالح المؤسسات الفائزة خلال هذه الدورة ، صحيح وفرت الدورة الواحدة والعشرون مشخصين ومشخصات ووفرت متعة مسرحية ولكنها لم تمنح المؤسسات التعليمية أطرا قادرة على تدبير شان المسرح المدرسي بإقليم خريبكة ؟