فيلم “الوريثتان” للمخرج ماتشيلو مارتنيسي من الباراغواي والذي عرض ليلة أمس ضمن عروض المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة باللدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي، كأغلب الأفلام الجونة السينمائي فيلم مكتوب بشكل جيد، فكل تفصيلة فيه منسوجة بدقة وحرفية النساج الذي لاتفلته التفاصيل . لكن يظل التميز في شخصية تشيلا المكتوبة بروية وعمق، الكهلة سليلة عائلة أرستوقراطية ووريثة ديون وإفلاس عائلتها هي وتشيكيتا رفيقتها في المنزل وشريكتها في الإرث المنتمية لنفس العائلة، هذه الأخيرة التي كانت دائما كالوصية عليها والحامية لها بحكم شخصيتها القوية عكس تشيلا ذات النفسية الهشة والمهزوزة والشخصية الضعيفة، وسيظل الوضع على هذا الحال إلى أن تدخل تشيكيتا للسجن بتهمة الاحتيال فتبدأ شخصية تشيلا في التَّحول نتيجة خروجها القسري للواقع ونتيجة احتياجها المادي الذي أدى بها وبشكل غير مخطط له لتوصيل الجارات المُسٍنَّات في مشاويرهن في سيارتها القديمة المتهالكة مقابل أجر الأمر الذي سيكون سببا في لقائها بشابة منطلقة تعيش حياتها بالطول والعرض والتي تقلب حياة تشيلا رأسا على عقب، وحين تخرج تشيكيتا من السجن وتعود للمنزل المشترك لن تجد حتما تشيلا التي تركتها بل شخصية اخرى مختلفة تماما. وقد استحقت الممثلة أنا برون عن أدائها المبهر لدور تشيلا جائزة أفضل ممثلة بمهرجان برلين السينمائي، وفاز الفيلم في نفس المهرجان بجائزة “ألفيرد باور” وجائزة “الفيربيسي” التي تمنحها (اتحاد نقاد السينما الدولي) بمهرجان برلين أيضا. فيلم حميمي ذو لمسة إنسانية لا تخطئها العين السينفيلية أبدا. لتتواصل الفرجة السينمائية ليومين آخرين بالجونة التي لن يمل جمهورها من ترك مثل هاته الأطباق المختارة من أهم المواعيد السينمائية العالمية ككان وبرلين والبندقية الذي عقدت دورته الأخيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية بحيث أن الأفلام التي جاءت من هناك كان عرضها الثاني عالميا بالجونة السينمائي.