متسلحا بأسماء لامعة في البطولات الأوروبية، يشارك المنتخب الوطني الجزائري، في بطولة كأس أمم إفريقيا « مصر 2019″، وكله عزم على التتويج باللقب القاري وفق تصريحات متكررة للمدرب جمال بلماضي وكوادر الفريق. وحلت بعثة المنتخب الجزائري، الثلاثاء بالبلد المنظم للدورة مصر، عقب معسكر تدريبي بقطر دام 10 أيام وتخلله إجراء مبارتين وديتين ضد كل من بورندي ومالي. وتعادل أشبال المدرب جمال بلماضي، في المقابلة الأولى بهدف لمثله، بينما فازوا في الثانية ضد النسور المالية بثلاثة أهداف مقابل هدفين. ويوجد ‘محاربو الصحراء' في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من كينيا، السنغال وتنزانيا، وستكون أول مقابلة رسمية لهم في الدورة ضد المنتخب الكيني. نجوم الأندية الأوروبية ويضم المنتخب الجزائري في صفوفه نجوما بارزين في أقوى الفرق الأوروبية وأنهوا الموسم بألقاب على غرار النجم رياض محرز لاعب مانشيستر سيتي الإنجليزي المتوج بلقب الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي، وسفيان فيغولي المتوج مع غلطة سراي التركي بلقب الدوري والكأس. واختار المدرب بلماضي قائمة لاعبين ينشطون كلهم في الدوريات الأجنبية، باستثناء اللاعب هشام بوداوي (17 سنة) الذي يلعب في صفوف نادي برادو بالدوري المحلي. الهدف الرئيس وأعلن بلماضي، منذ أسابيع أن الهدف من المشاركة في الدورة هو ‘التتويج باللقب القاري'. ولم يتراجع بلماضي، عن هذه التصريحات رغم حداثة وجوده على رأس العارضة الفنية للمنتخب (10 أشهر)، مشددا على أنه ‘قد يبدو مجنونا ولكن ذاهب إلى مصر من أجل تعليق النجمة الثانية على قميص الفريق'. وتوج محاربو الصحراء باللقب القاري، مرة واحدة في تاريخهم وحدث ذلك سنة 1990، حينما احتضنت الجزائر الدورة. ويشارك كوادر الفريق مدربهم طموح التتويج باللقب، حيث أكد متوسط الميدان سفيان فيغولي، أن المنتخب يستهدف التتويج ب'كان'. وقال فيغولي في تصريحات إعلامية، خلال معسكر قطر، ‘سنلعب مباراة بمُباراة، ولكننا سنذهب إلى مصر من أجل تحقيق هدف واحد، ألا وهو اللقب القاري'. وأضاف ‘نريد الحصول على الكان، ونسعى لتحقيق إنجاز كبير فيها، وإسعاد جمهورنا الجزائري، يجب أن نذهب إلى أبعد مدى ممكن'. مهمة صعبة وفي السياق يرى، الصحفي المتخصص في الشأن الرياضي يوسف تازير، أن ‘مهمة الخضر في كأس أمم إفريقيا صعبة للغاية'. وأوضح تازير للأناضول، أنه ‘من السابق لأوانه الحديث عن فرصة حقيقية للتتويج باللقب القاري في ظل وجود منتخبات عريقة'. أقوى المنتخبات وأضاف تاريز وهو رئيس جمعية الصحفيين الرياضيين، أن منتخبات السنغال، مصر (البلد المنظم) نيجيريا، الكاميرون وكوت ديفوار، تبقى هي المرشح الأقوى للفوز بالتاج الإفريقي بالنظر لتقاليدها في المنافسة. وواصل المتحدث، أن ‘المنتخب الجزائري بإمكانه أن يحقق مشاركة إيجابية، لكن الإقصاء من الدور الأول، سيكون كارثة بالنسبة للكرة الجزائرية'. ويحتفظ الجزائريون، بمرارة الإقصاء من الدور الأول في دورتي 2013 و2017، بينما بلغ الربع الثاني في 2015، وتعد أفضل مشاركة في الثلاثين سنة الأخيرة، في دورة 2010 عندما بلغ منتخبهم الدور نصف النهائي. وبشأن إصرار بلماضي على المشاركة من أجل التتويج باللقب، قال تازير إنها « تعكس فلسفته في العمل ورؤيته الخاصة في قيادة المنتخب، إذ يعتمد على هذا الخطاب الحماسي قصد تحفيز لاعبيه ». من جانبه رشح المدرب الجزائري السابق رابح ماجر، منتخب بلاده ضمن قائمة الفرق القادرة على التتويج بالكأس القارية. وقال صاحب الكعب الذهبي، في تصريح لقناة مصرية في 11 يونيو/ تموز ‘أعتبر المنتخب الجزائري من بين المنتخبات المرشحة للفوز بكأس إفريقية، لكن المهمة ستكون صعبة للغاية، في ظل قوة المنتخب المصري منظم الدورة الذي يملك أفضلية الأرض والجمهور'. إمكانية التتويج قائمة أما بالنسبة للاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي، رضا ماتام، فإن حظوظ المنتخب الجزائري، قائمة للتتويج باللقب القاري. وقال ماتام للأناضول، ‘أن التشكيلة الحالية لديها عناصر ممتازة تنشط في أقوى فرق الدوريات الأوروبية وأنهت الموسم في لياقة عالية ومعنويات مرتفعة ومنهم من نال ألقاب وبالتالي، كل الظروف مهيأة للذهاب بعيدا في الكان والتتويج باللقب'. واعتبر ماتام تصريحات بلماضي بشأن العودة باللقب القاري بأنها « تدخل ضمن تحفيز اللاعبين الذي يعرفهم جيدا ويعرف ماذا يمكن أن يقدموا للأنصار ». وعن تركيبة التشكيلة التي ستخوض غمار المنافسة، قال رضا ماتام أن ‘الفريق متوازن ويضم لاعبين ممتازين، يدركون أن الدورة الحالية هي آخر فرصة لهم لنيل اللقب القاري، حيث ستمثل نهاية جيل بالنسبة لهم'. ويقصد لاعبين مثل إسلام سليماني، سفيان فيغولي وياسين براهيمي وبدرجة أقل رياض محرز بحكم تقدم السن. وماعدا غياب لاعب نابولي الايطالي فوزي غولام عن الرواق الأيسر، يرى اللاعب الدولي السابق أن تشكيلة المنتخب الجزائري جيدة وتضم لاعبين قادرين على صنع الفارق. واعتبر المتحدث أن المقابلتين الودتين بقطر وبالأخص ضد المنتخب المالي بينت أن ‘المنتخب الوطني في وضعية بدنية وفنية جيدة ستمكنه من تحقيق بداية موفقة والبقية تأتي مع المباريات'.