ارتبط لقب « الشيخة » في الفن التراثي الشعبي بالمغرب بشخصيات نساء بصمن التاريخ بالعيوط والزجل وروح المواطنة والمقاومة، قبل أن تدخل عليه العصرنة والموضة، ليرتبط اليوم بألقاب أكثر حداثة، وأعمق شعبية. والشيخة التراكس، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء، مثال حالي لأشهر شيخة بالمغرب، وهي الأقرب تعبيرا عن الشعبوية التي تلخص الشكل في تضخم البنية، وجبروت الحضور بالغناء والرقص. ويكفي أن تكتب اسم « الشيخة تراكس » على الانترنيت، لتكتشف مجموع المواقع الالكترونية التي تربط اسمها بالبراعة في الرقص، والابهار في الفرجة، بغض النظر عن الصوت الذي يبقى تكميليا. الشيخة التراكس، المنحدرة من منطقة بوعبيد الشرقاوي وهي أم لبنت، عودت جمهورها على البهجة والفرجة برقصها وشكلها الطاغي، تجمل المناسبات السعيدة بحضورها، وتكمل الصورة التعبيرية الشعبية التي ترتبط بذاكرة الأفراح والاحتفالات الشعبية عند المغاربة. ولعل أكثرما يمكن أن يصنع من امرأة عادية « شيخة »، عدا الحب والوله بهذا الفن الشعبي، هو كونها امرأة كبيرة القلب، حكيمة العقل، وعميقة الإحساس. وليست الشيخة التراكس مجرد امرأة عادية، أو فنانة استعراضية تصلح فقط للرقص والغناء، فبعد أن تعرضها موقف مهين بسبب مجموعة شباب مراهقين استهانوا بها حاولوا تسلق جدار كرامتها، والحط من قيمتها، على خلفية قضية « الخليجيين المزورين »، استطاعت الشيخة التراكس أن تفرض قيمتها أمام كل مهين، كما تمكنت من كسب التعاطف والمحبة من الجمهور أكثر، وأعطت لكل المستهينين بها وبالشيخة عموما درسا في المروءة والإنسانية.