في إكتشاف علمي فريد من نوعه و سابقة في تاريخ البشرية، أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميريكية « ناسا » اكتشاف نجم بارد يبعد عن الأرض بحوالي 39 سنة ضوئية، تدور حوله سبعة كواكب بحجم قريب نسبيا من حجم الأرض، ثلاثة منها تتوفر فيها مبدئيا شروط للحياة. زهير بنخلدون، مدير مرصد أوكيمدن للفلك، وطالبه بسلك الدكتوراه خالد البركاوي، باحثان من مختبر فيزياء الطاقات العليا والفيزياء الفلكية بمراكش، شاركا في هذا الإكتشاف العلمي. من خلال أبحاث مرصد أوكايمدن مع مراصد متعددة عبر العالم، منها مرصد سبيتزر الخاص بناسا. و عن فائدة هذا الاكتشاف، وفق تصريحات زهير للصحافة، تكمن في جانبين، الأول علمي بحت: فالبشرية قدمت دليلا جديدا على قيمة الجهد الذي وصلت إليه، عبر قدرتها اكتشاف وجود علامات حياة تبعد ب39 سنة ضوئية، وهذه قفزة علمية كبيرة، والثاني فلسفي يعيد النظر في فكرة أن الأرض هي مركز الكون وأن سكان الأرض هم الأحياء الوحيدون في الكون. ويشير زهير إلى أن الاكتشاف لا يجزم بوجود حياة خارج الأرض، بل هي علامات حياة كوجود الماء والأكسجين، وأن الأعوام الثلاثة القادمة كفيلة بتوضيح مدى توفير هذه العلامات لحياة تصلح للبشر. غير أن الدور الكبير الذي قام به مرصد أوكايمدن في هذا الاكتشاف، لا يمنع الإقرار بوجود حالة من عدم الاهتمام الحكومي المغربي بالبحث العلمي في البلاد، تترجمه أرقام رسمية صادرة لا تتجاوز 0,8 من الناتج الداخلي الخام. في هذا السياق يقول بنخلدون: « نتمنى من الزخم الإخباري الذي رافق هذا الاكتشاف أن يدفع المسؤولين بالبلاد إلى تشجيع أكبر للبحث العلمي، فأفضل استثمار يمكن أن يتم هو الاستثمار في الإنسان ». يشار أن، هذه الكواكب السبعة الصخرية، جرى اكتشافها عبر عمل قاده باحثون عبر عدة بلدان في العالم، إذ كانت عدة محطات رصد ترصد حركية هذا النجم، ومن هذه المراصد، واحد يوجد في جبال الأطلس بالمغرب، وتحديدا جبل أوكايمدن، بالأطلس الكبير، نواحي مراكش، حيث وُضع تلسكوب للرصد يحمل اسم « ترابيست نورد »، فيما يوجد « ترابيست سيد » بالشيلي.