شهدت مدينة طنجة، مساء أمس الأربعاء، في حدود الساعة الثامنة، هطول زخات محلية من المطر، وهي أمطار كانت مصحوبة بالطين و التراب المبلل، مست كل واجهات السيارات، المتواجدة في الشارع العام، وتسببت في توقف الأطباق الهوائية «البرابولات« بسطوح المنازل، و في إلحاق بعض الخسائر بكل المجسمات «العارية«، الشيء الذي أثار دهشة واستغراب العديد من أبناء المدينة. و تجدر الإشارة إلى أن الزخات الطينية، المعروفة في دول الشرق الأوسط، وغرب القارة الآسيوية، بشكل دوري و موسمي، تنتج في الاحوال الجوية غير المستقرة، حيث تزداد نسب الرطوبة في طبقات الجو المختلفة، مما ينتج عنها تكاثر للسحب المتوسطة الارتفاعات، وهي التي تعطي هذا النوع من المطر، المصحوب بالتراب او الطين، في مناطق متفرقة .و هي الحالة التي يطلق عليها المختصون في أحوال الطقس، اسم الأحوال الجوية «الخماسينية«، حيث تتحول الأجواء إلى مغبرة بشكل تدريجي، نتيجة الغبار المرافق للرياح، «نموذج المناطق الصحراوية« ، و تغطي السماء كميات كبيرة من السحب، التي تنشط مصحوبة بالغبار و الأتربة و لتعطي في الأخير هذا النوع من المطر أو ما يسمى ب »زخات محلية طينية». و ينصح الخبراء في هذا المجال، تجنب الخروج أثناء حدوث هذا النوع من التساقطات، لأنها تكون سببا مباشرا في أمراض الجهاز التنفسي وكذا أمراض العيون. من جهة أخرى عاشت الجهة الشرقية حالة طقس غير اعتيادية بعد زوال أول أمس الأربعاء، حيث تحول لون السماء إلى الأحمر بسبب كمية الغبار الذي تطاير في الهواء وانتشر في كل مكان. فقد انتشر الغبار الأحمر بكل من الناظوروالعيون الشرقية وأجزاء من مدينة وجدة وعلى الشريط الحدودي في اتجاه جرادة وتويست وبوعرفة، الأمر الذي ألزم الأطفال والعجائز والشيوخ منازلهم، لكونه يتسبب في ضيق في التنفس و حصول إغماءات خاصة بين المصابين بأمراض الربو. وغطى غبار ذو لون مائل الى الحمرة شرفات المنازل و أسطحها، كما «طبع» واجهات السيارات المركونة بجنبات الشوارع و الأزقة بمدينة الناظور و ضواحيها بشكل كثيف. للإشارة فإن الغبار الذي غطى الجهة – بحسب المتتبعين – قادم من الصحراء وبقي عالقا في الغلاف الجوي، حيث أدت تقلبات الجو التي تعرفها المنطقة، الى سقوطه على شكل «ضباب» بمجموعة من مدن الجهة الشرقية، بينها مدينة الناظور، بالإضافة الى مدينة مليلية المحتلة. ومن جهتها شهدت مدينة فجيج يومي الثلاثاء والأربعاء 21/22 فبراير الجاري، رياحا قوية مصحوبة بكثبان رملية تسببت في بعض الخسائر المادية، تمثلت في اقتلاع بعض أشجار النخيل وسقوط عمود كهربائي أسمنتي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن قصر «زناكة». وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» بأن قوة هذه العاصفة الرملية تسببت في حجب الرؤية، الأمر الذي اضطر ساكنة بعض القصور إلى التزام بيوتها، تخوفا من وقوع أضرار جسيمة، خصوصا بعد سقوط أحد الأعمدة الكهربائية الإسمنتية في الشارع العام.