دافعت قيادات التجمع الوطني للأحرار عن رئيسها عزيز أخنوش في مواجهة من أسمتهم ب"المتاجرين بالإسلام والذين يعيشون في الماضي وداخل سجن التاريخ"، مؤكدة أنه رجل وطني، وسليل أسرة ضحت لأجل الوطن، وأنه لم يأت بفعل موجة سياسية ولم يسقط بالمظلات، على حد قولهم. وقال محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال افتتاح فعاليات جامعة شباب الأحرار بمدينة أكادير، إن "عزيز أخنوش لم تأت به موجة وهمية تُسمى الربيع العربي، كما حدث مع البعض" (في إشارة إلى العدالة والتنمية)، ولم يأت بالمظلات، ولم تأت به موجة سياسية أو إدارة من الإدارات، أو نتيجة ترتيبات سياسية". وسجل أن أخنوش، ابن أسرة مقاومة وطنية، والده الراحل الحاج أوحماد اعتقلته السلطات الفرنسية وسجن في كلميم، في حين هناك أشخاص يتبجحون بالمقاومة والوطنية فقط في الصالونات. وأضاف أن أخنوش بدأ السياسة من الهامش وانتُخب مستشارا محليا في قرية من قرى الهامش المغربي في تافراوت، وترأس جهة سوس ماسة. واعتبر أوجار أن الذي تغير في الحزب هو أن الله أتى برجل في مرحلة دقيقة هو أخنوش لبناء الحزب، وأن المغاربة وضعوا ثقتهم في الحزب خلال الانتخابات، والملك كلف أخنوش برئاسة الحكومة. ولفت إلى أن "عشرات الحكومات مرّت وكان لديهم شعارات، لكن ما تغير اليوم هو عبقرية هذا الرجل في المنهجية، والتدبير، والإنصات، والقرب، والشجاعة السياسية، والرجولة في مواجهة مشاكل المجتمع بالصدق مع المواطنين". وتوجه أوجار إلى شبيبة حزبه بالقول: "من يرأسكم، ونحن نفتخر به، صنع بعرقه ونضاله ووطنيته وصدقه، وفي جميع الديمقراطيات، الصناديق لا تكذب"، قبل أن يستدرك: "لكن البيجيدي منحه المغاربة وفاءً للدستور عشر سنوات من التدبير، وطردوه من الحكم عبر صناديق الاقتراع، خلافًا لتجارب دولية". وأوضح القيادي التجمعي أن المرء عندما يكون ديمقراطيًا يجب أن يحترم نتائج الصناديق، خاصة أن كل الانتخابات الجزئية التي أُجريت منذ سنة 2021 حتى اليوم، إلا وتُعاقِب المتاجرين بالإسلام وتنتصر للتجمع الوطني للأحرار. من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحزب الأحرار، راشيد الطالبي العلمي، إن أخنوش وحزب التجمع الوطني للأحرار "لم يبيعوا المغرب أبدًا، وأخنوش لم يكن يومًا في تيار سياسي شيوعي أو قومي أو إسلاموي، وأن التجمع الوطني حزب وطني مغربي، ونحن نفتخر بالانتماء للوطن وولائنا للملك وللمغرب وللحزب وللمستقبل". وأضاف أن التجمع الوطني للأحرار تمكن من الوفاء بالتزاماته، حيث شاركنا في حكومات سابقة وعشنا تجارب، وهذه خامس حكومة نعيش معها من الداخل وليس من الخارج، ويمكنني أن أقول بصدق، إنها من أحسن المنجزات التي صُنعت في تاريخ المغرب، حيث استطاعت التوفيق بين مواجهة التحديات والوفاء بالالتزامات رغم إكراهات الماء والغذاء دون المساس بالميزانية. وخاطب الطالبي العلمي أخنوش قائلاً: "أنا فرحان، السيد الرئيس، لأننا من الآن ربحنا انتخابات 2026، والدليل القاطع هو فوز التجمع الوطني للأحرار مرة أخرى بمقعدي دائرتي المحيط والفقيه بنصالح ضمن الانتخابات الجزئية التي أُجريت يوم أمس الخميس"، مردفًا: "رب ضارة نافعة، والانتخابات الجزئية رغم أنها أتعبتنا، لكن ربما يتعين أن نجريها باستمرار لنظهر للآخرين صواب اختياراتنا السياسية". وقال الطالبي إن البعض وجد مساحة عشر سنوات، جاءت نتيجة وهم وموجة وتعاقدات أجنبية. نعرف التاريخ ونعرف كيف تم التهيئة للأمر في تونس، لكن نقول إن مؤسسة رئاسة الحكومة المغربية يجب احترامها، مضيفًا أثناء حديثه عن تهجم بنكيران على قيادات التجمع الوطني للأحرار: "لكن بما أنه بدائي لا بد أن نتحدث لغة بدائية، وبنفس المستوى". وتابع القيادي التجمعي قائلاً: "أنا لست مسيحيًا لأعطي خدي الأيسر لمن صفعني على خدي الأيمن. السن بالسن، والعين بالعين، والبادئ أظلم. نحصر النقاش في المجال السياسي ونتحدث في مقارعة الأفكار والمواضيع، نحن مستعدون لذلك. لكن إذا كان الحديث عن الأشخاص، فنحن أيضًا مستعدون، ولكلٍّ تاريخه الذي يمكن أن نعود إليه". من جانبه، قال محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار: "نحن حزب ديمقراطي نؤمن بدور المعارضة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمعارضة البناءة التي تنتقد الأفكار والمشاريع وليس التي تشخصن الأشياء". ونبّه بوسعيد إلى أن المغاربة "سئموا من هذا الخطاب ويعاقبون أصحاب هذا الخطاب انتخابيًا. عاقبوهم في الانتخابات الماضية لسنة 2021، ويواصلون عقابهم في باقي الانتخابات الجزئية"، مردفًا: "الله سبحانه وتعالى يقول: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا)، ولكن لا بأس أن نرد على هؤلاء الجاهلين بين الحين والآخر، ونوعيهم قليلاً، ونقوّمهم، ونبيّن لهم الحقائق". وهنأ القيادي التجمعي رئيس الحكومة على الإنجازات التي حققتها الحكومة في ترسيخ الدولة الاجتماعية بتوجيهات من الملك محمد السادس، وقال: "أريد أن أهنئكم لأنكم استطعتم القيام بكل هذه الإنجازات رغم تكلفتها الكبيرة، مع احترام التوازنات المالية والتحكم في المديونية، وهذا أمر يحسب لكم". وأبرز بوسعيد أن الحكومة التي يقودها أخنوش قررت أن يكون شغلها الشاغل فيما سيأتي من الأيام هو التشغيل، الذي يعتبر من الأولويات الوطنية الضرورية في هذه المرحلة. وانتقد في السياق ذاته "تدهور وانحطاط الخطاب السياسي"، الذي بات ينفر الناس من السياسة، مسجلاً أن "هذا الانحطاط والتدهور يأتي للأسف من طرف أناس يريدون ممارسة المعارضة بالمغالطات وتحوير الوقائع والحقائق".