أثار إعلان وزارة الصحة المغربية عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة في المملكة مخاوف العديد من المواطنين، الذين عبروا عن قلقهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تزايدت الأسئلة حول الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها ومدى خطورة الوضع، خاصة في ظل ذكريات فترة جائحة فيروس كورونا. وفقًا للوزارة، تم اكتشاف الحالة ضمن البروتوكول الصحي المعتمد منذ بداية الإنذار الصحي العالمي، حيث يخضع المصاب للرعاية الصحية في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش. غير مقلق في حديثه عن خطورة الوضع والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها، أكد الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن تسجيل أول حالة لجدري القردة في المغرب لا يستدعي القلق الشديد. وأوضح حمضي في تصريح لجريدة "العمق" أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، لكن اليقظة تبقى ضرورية، مضيفا أن ظهور عدد محدود من الحالات يجب أن يكون تذكيرًا بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية المعتادة، مثل غسل اليدين وتجنب الاحتكاك بالأشخاص المصابين، داعيا إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي حالة مشبوهة لتجنب تفشي المرض. وأكد حمضي أن نظام المراقبة واليقظة الصحية في البلاد، إلى جانب دور المهنيين الصحيين وحملات التوعية، يهدف إلى الكشف المبكر عن الحالات الوافدة والحد من انتشار المرض محلياً، معتبرا أن الكشف عن أول حالة يعد دليلاً على فعالية نظام الرقابة والتتبع، مشيرًا إلى أن اكتشاف الحالات بسرعة يعكس قدرة النظام الصحي على الاستجابة. ضرورة رفع اليقظة كما شدد على ضرورة رفع مستوى اليقظة والالتزام بإجراءات النظافة العامة، مثل غسل اليدين بانتظام، خاصةً في ظل ظهور أعراض جلدية. وطلب من المواطنين الذين يشعرون بأعراض مشابهة مراجعة الأطباء فوراً والابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الإصابة حتى يتم إجراء الفحوصات اللازمة. وأضاف حمضي أن الإجراءات الوقائية يجب أن تبدأ من اللحظة الأولى، وألا يتم الانتظار حتى تتفاقم الحالة لاتخاذ التدابير المناسبة، مؤكدا أن تسجيل أول حالة يعكس وجود الفيروس وقدرته على الانتشار، مما يستدعي التحرك السريع واتخاذ الإجراءات الضرورية لعزل المرضى وعلاجهم. وأختتم تصريحه بالدعوة إلى اتخاذ كافة الاحتياطات للحفاظ على الصحة العامة، مع ضرورة مراجعة المستشفيات عند ظهور أي أعراض واتخاذ التدابير الوقائية للحيلولة دون انتشار الفيروس. جدير بالذكر أن الحالة الصحية للمصاب مستقرة ولا تستدعي القلق، ويخضع للمراقبة الطبية الدقيقة ويتلقى العلاج المناسب، فيما أكدت الوزارة أنه تم تفعيل إجراءات العزل الصحي وفقًا للمعايير الصحية الوطنية والدولية، وأن فرق طوارئ الصحة العامة باشرت عمليات التحري الوبائي لتحديد المخالطين، دون ظهور أي أعراض عليهم حتى الآن.