اتسعت رقعة احتجاجات طلبة تطوان لتشمل سبع مدن بالشمال، وذلك تنديدا بمحاكمة ثمانية طلبة يدرسون بكلية العلوم بتطوان، عقب مواجهات سابقة بين قوات الأمن وطلاب الكلية. واحتشد عدد من الطلبة في وقفات احتجاجية اليوم السبت بكل من أصيلة، شفشاون، العرائش، وزان، فيما نظم طلاب الكلية وقفات في مدن الفنيدقوالقصر الكبيروطنجة أمس الجمعة. وأفاد مصدر جريدة "العمق المغربي"، أن قوات الأمن تدخلت بالقوة لفض وقفة شفشاون صباح اليوم، محاولة مصادرة لافتاتهم وهواتف بعضهم وسط حالة من التوتر بين الطرفين، مشيرا إلى أن عددا من النشطاء الحقوقيين والجمعويين والسياسيين شاركوا في الوقفة. وفي مدينة أصيلة، صرح أحد الطلاب لجريدة "العمق المغربي"، أن قوات الأمن منعت وقفتهم الاحتجاجية بساحة محمد الخامس وسط المدينة، مضيفا أن عناصر الأمن اعتقوا خمسة محتجين وصادروا لافتاتهم وهواتفهم قبل أن يطلقوا سراحهم، حسب قوله. وتابع المتحدث، أن الطلبة والمتضامنين معهم نقلوا احتجاجهم إلى ساحة أخرى بالمدينة، قبل أن يطاردهم الأمن ويمنعهم من التجمع مرة أخرى. وأضاف مصدر "العمق المغربي"، أن طلاب جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، نظموا وقفات أخرى اليوم في كل من العرائشووزان، رافعين شعارات تطالب بإطلاق سراح زملائهم المعتقلين بتطوان، بينما لم تتدخل قوات الأمن لمنعهم، حسب المصدر ذاته. وكان طلاب من الكلية، قد احتشدوا أمس الجمعة، في وقفات احتجاجية بكل من القصر الكبيروالفنيدق، منددين بالأحكام التي وصفوها ب"الجائرة" في حق الطلاب الثمانية بتطوان، ومطالبين بإطلاق سراحهم فورا. يأتي هذا، في وقت تستعد فيه هيئة الدفاع عن الطلاب المحكوم عليهم، استئناف الحكم لدى المحكمة الاستئنافية بالمدينة، حسب ما صرح به عضو هيئة الدفاع المحامي حمزة عبد الفتاح، في تصريح سابق لجريدة "العمق المغربي". وأصدرت المحكمة الابتدائية بتطوان، الجمعة الماضية (1 أبريل)، أحكاما بالحبس النافذ في حق ثمانية طلاب، توبعوا بتهم التحريض على العنف، والإخلال بالأمن العام، والتعدي على رجال الأمن، على خلفية المواجهات بين قوات الأمن وطلبة كلية العلوم. وتمت إدانة أربعة طلبة بسنة حبسا نافذا، وهم محمد الصغير، البشير الزياني، كمال بن جليل، أحمد الغازي، فيما تم الحكم على أربعة آخرين بستة أشهر حبسا نافذا، وهم أيوب الزعلي، عماد العلاكي، محمد القسمي، موسى الهواوي. وخلف الحكم إغماءات واحتجاجات في صفوف أولياء المعتقلين والطلبة الذين كانوا معتصمين أمام المحكمة، كما تم نقل بعض الطالبات والأمهات المغمى عليهن إلى مستشفى سانية الرمل عبر سيارات الإسعاف. ومنعت قوات الأمن بمدينة طنجة، أول أمس الخميس، وقفة تضامنية مع الطلبة المحكوم عليهم بالسجن بتطوان بساحة "إيبيريا" وسط المدينة، كما نظم طلاب بالجماعة القروية زومي، وقفة احتجاجية صباح الخميس، تنديدا بالطلاب الثماينة. وكانت مواجهات قد اندلعت بين قوات الأمن وطلاب من الكلية، إثر التدخل الأمني يوم الثلاثاء 15 مارس، ما خلف إصابات في صفوف الطرفين واعتقال العشرات من الطلاب، تم الاحتفاظ بسبعة منهم، قبل أن يتم اعتقال طالب آخر بعد ذلك. وقاطع طلاب الكلية الامتحانات الاستدراكية مرتين، بالموازاة مع مقاطعة شاملة للدراسة منذ فاتح فبراير، مطالبين بإلغاء النقطة الإقصائية كما هو الحال في عدد من الكليات، وعدم استبدال النقطة المحصل عليها في الدورة الاستدراكية بمعدل 10، إضافة إلى مطالب بيداغوجية واجتماعية أخرى. وأصدر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بتطوان، بيانا أدان فيه محاكمة الطلبة الثمانية، مستنكرا التدخل الأمني الذي عرفته كلية العلوم وما تلاها من تداعليات، كما طالبت منظمة التجديد الطلابي، في بيان لها، بفتح تحقيق في التدخل الأمني من طرف السلطات المختصة، معبرة عن تنديدها بمحاكمة الطلبة المذكورين. وتفاعل نشطاء من المغرب وخارجه على مواقع التواصل الاجتماعي، مع الأحكام الصادرة ضد طلبة تطوان، معربين عن تضامنهم مع الطلاب الثمانية تحت وسم "الحرية لطلبة كلية العلوم".