أقدمت مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بإنزكان أيت ملول، مؤخرا، على إغلاق مسجد بوعيطة بمدينة أيت ملول قبيل حلول عيد الأضحى، دون تقديم أية توضيحات حول خلفيات هذا الإجراء الذي دفع بساكنة إلى تنظيم وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضها المطلق لقرار الإغلاق. ورفع المحتجون لافتة كتب عليها "سكان قبيلة أولاد بوعيطة بأيت ملول يستنجدون بالملك محمد السادس وأيده بعد إغلاق مسجدهم"، كما صدحت حناجرهم بشعارات منددة بهذا القرار الذي من شأنه أن يزيد من معاناتهم في في التنقل إلى مساجد بديلة لأداء صبواتهم. وفي الوقت الذي انتشرت فيه شائعات تشير إلى أن إغلاق المسجد المذكور، جاء كرد فعل على الخطبة الشهيرة لإمامه الشيخ إبراهيم بقلال خلال عيد الفطر الماضي، أوضح مصدر مسؤول ل"العمق" أن "هذا القرار لا علاقة له بما يُشاع، فقرار الإغلاق جاء من أجل القيام بأشغال التهيئة والترميم، في إطار برنامج تأهيل المساجد حفاظا على سلامة المصلين الذين يتوافدون عليه بأعداد كبيرة" خاصة في المناسبات الدينية. ونفى المصدر ذاته أن تكون صلة بين قرار الإغلاق وخطبة الإمام التي "دافع من خلالها، آنذاك، عن الشريعة الإسلامية المحمية تحت ظل إمارة المؤمنين؛ على اعتبار أن الملك وطبقا للدستور هو حامي حمى الملة والدين والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية في بلاد المغرب الذي دينه الرسمي الإسلام" وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، قد أكد في جلسة برلمانية أواخر ماي الماضي، أنه يتم سنويا إغلاق ما بين 230 و300 مسجد يحتاج إلى الإصلاح والترميم، معتبرا أن الميزانية المرصودة لتأهيل المساجد تبقى غير كافية. وأوضح التوفيق في رده على سؤال شفوي للفريق الحركي حول مآل المساجد المغلقة بالمغرب، أن البرنامج الوطني لتأهيل المساجد المتضررة تخصص له اعتمادات مالية سنوية تقدر ب300 مليون درهم. واعتبر الوزير أنه لم يكن موجودا في السابق أي نظام لمراقبة بنايات المساجد من طرف الوزارة ولا السلطات المحلية والمختصة والمهندسين، مشيرا إلى أن اعتماد نظام المراقبة كشف وجود حوالي 2400 مسجد تتطلب الإغلاق من أجل إصلاحها. ويرى التوفيق أن الميزانية المرصودة لتأهيل المساجد غير كافية بسبب تزايد عدد المساجد المغلقة سنويا، والتي تقدر ب230 إلى 300 مسجد يجب أن تغلق، إلى جانب 2600 مسجد مغلق بفعل زلزال الحوز، حيث رُصدت لها ميزانية أخرى.