فجأة ومنذ أشهر متتالية تتحول مدينة الجديدة إلى مدينة تغطيها النفايات والأزبال الملقاة على الأرض بكل جانب وناحية من المدينة، وسط إهمال تام من إدارة البلدية والجهات المسؤولة محلياً. تقاس حضارة ورقي كل مجمتمع أساساً من نظافة شوارعه ومدنه، ولكن حينما تزور مدينة الجديدة بالوقت الحالي لا يمكنك إلا أن تتخيل أنك في جزء آخر من المغرب الحريص على مظاهر نظافة وتحضر مدنه وشوارعها، حتماً لن تصدق إلا أنك في جزء آخر من المغرب، إنه المغرب المغرب المنسي المهمل، وأنت تضع يدك على أنفك أنى اتجهت بشوارعها، وإن أغلقت زجاج سيارتك ستداهمك روائح كريهة خانقة، وأينما أدرت بصرك لا يمكنك أن تتهرب من هذه المشاهد المخزية والمقرفة من عشرات أكوام الأزبال الكبيرة المتراكمة بكل طرف منها ومن شوارعها، كما لو كان الوضع أنك تتجول وسط مزبلة كبيرة وليس مدينة !. منذ أكثر من ثلاثة أشهر بظروف لا تفسير ولا مبرر يُقبل لها مهما كان التفسير، يتوقف فريق عمال النظافة عن العمل، لتتحول فجأة هذه المدينة الجوهرة الساحلية الرائعة المحاطة بنسيم البحر وظلال الغابات إلى مدينة مهملة يتم تنظيف نفاياتها مرة واحدة بالشهر حتى يتسنى للمكان أن يتسع لنفايات جديدة !. مابين خطر صحي يهدد الساكنة من هذا الوضع، وتفاقم روائح النفايات، وسخطهم الدائم عن ذلك في غياب التجاهل والإهمال التام للجهات الرسمية المعنية، تعايش الساكنة مع ذلك واستمروا بوضع نفاياتهم وسط الشوارع والأبنية في مظهر فوضوي مخزي لا يتناسب مطلقاً مع أي مظهر من مظاهر الحضارة أو مجتمع الإنسان.