طالبت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد برحيل المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، "ستيفان دي ميستورا" الذي تجاوز قرارات مجلس الأمن، وخاصة بعد أن وافق على مناقشة قضية الصحراء المغربية مع طرف ليس طرفا في النزاع. وحل المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، إلى دولة جنوب إفريقيا، الأربعاء الماضي، بدعوة من حكومتها، لمناقشة ملف الصحراء المغربية. ووصفت الأمانة العامة للمنظمة ذاتها هذه الزيارة ب"السقطة الدبلوماسية" لجنوب إفريقيا بعدما اتخذت منحى استفزاز دبلوماسي غير مسبوق في حق المملكة الذي يعتبر بمثابة إمتداد لتدخلات ملغومة من طرفها، في الشؤون الداخلية للمغرب و محاولة انتهاك سيادته، وفق تعبير المصدر. وأضاف بيان للهيئة الحقوقية أن اللقاء الأخير للمبعوث الشخصي لدى الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، الذي جاء في إطار الإستجابة لخارجية جنوب إفريقيا لا يحترم سيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها. وقال البيان إن ذلك سيساهم بشكل مباشر في تأزيم العلاقة الديبلوماسية بين البلدين، و كذا تقزيم مسؤولية المبعوث الأممي الذي خرج عن قرارات مجلس الأمن، وخاصة بعد أن وافق على مناقشة قضية الصحراء المغربية مع طرف ليس طرفا في النزاع بقدر ما يشكل طرفا يتم استعماله لإثارة التشنجات و الأزمات الديبلوماسية على المستوى الجيوسياسي. وحذرت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان و محاربة الفساد من خطورة العداء الاستراتيجي والجيوسياسي لمصالح المملكة المغربية ووحدتها الترابية، داعية جميع القوى الحية للأمة إلى العمل بالجدية اللازمة لتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة هذا التآمر الإستراتيجي، والمطالبة برحيل المبعوث الأممي الذي خرج عن قرارات مجلس الأمن. ودعت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة إلى مراقبة مهام مبعوثيه ووضع إطار دبلوماسي سليم لها يراعي الأعراف الدولية ويكرس الدور السياسي المركزي المحايد واللامتحيز للأمم المتحدة. وكان المغرب قد عبر عن رفضه لزيارة دي ميستورا لجنوب إفريقيا، مؤكدا على أن هذا البلد لن يكون له أي دور في الصحراء المغربية. وقال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال إن المغرب عبر للمبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء المغربيةدي ميستورا، وكذلك للأمانة العامة للأمم المتحدة عن اعتراضه القاطع على زيارة ستافان دي ميستورا، إلى جنوب إفريقيا يوم الأربعاء الماضي. وأشار هلال في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن المغرب عبر عن رفضه لأي تفاعل مع بريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية، وقدم الأسباب المشروعة والموضوعية، مشيرا إلى أن المغرب لم تتم استشارته أو حتى إبلاغه بهذه الزيارة. وقال أيضا: "آمل ألا يتعلق الأمر بتحد للمغرب من طرف السيد دي ميستورا، بل بمجرد سوء تقدير بسيط للموقف الحقيقي لجنوب إفريقيا. في كل الأحوال، قام المغرب بتحذيره، وبوضوح، من عواقب زيارته على العملية السياسية". وفي حديثه عن الأسباب المشروعة والموضوعية التي حذت بالمغرب إلى الاعتراض على زيارته إلى بريتوريا، أوضح هلال أن المغرب قام بتذكير المبعوث الشخصي بأسس مهمته، المتمثلة في رسالة تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تنص على أنه سيتعين عليه العمل حصرا مع الأطراف الأربعة المعنية بالعملية السياسية، وفي إطار قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، ومن بينها القرار 2703 بتاريخ 30 أكتوبر الماضي. وأضاف أن هذه القرارات لا تشير البتة إلى جنوب إفريقيا، فبالأحرى أي دور أو مساهمة مزعومة لهذا البلد في العملية السياسية، علما أن أن هذا البلد يعترف بالكيان الوهمي ويدعم "البوليساريو" سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وعسكريا. لكل هذه الأسباب، يضيف هلال، فإن المغرب لن يسمح أبدا بأن يكون لجنوب إفريقيا أي دور في قضية الصحراء المغربية. لقد كانت بريتوريا وما تزال تكن الضغينة لقضية الصحراء المغربية. وأشار المتحدث إلى أن المغرب يأمل أن يكرس دي ميستورا جهوده بشكل أكبر لإقناع الجزائر باستئناف مفاوضات الموائد المستديرة، كما كان الحال في سنتي 2018 و2019. فلديه تفويض واضح وقوي من مجلس الأمن بهدف تسهيل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق لهذا النزاع الإقليمي.