قام وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، اليوم الأربعاء، بزيارة لثانوية دمنات التأهيلية التي تضررت جراء زلزال الحوز الذي ضرب مناطق مختلفة من المغرب. واستغرب متتبعون للشأن التعليمي الدينامية "غير العادية" التي شهدتها المؤسسة قبل زيارة الوزير بأكثر من أسبوعين، مستنكرين ما سموها بمحاولة "تزوير الواقع" الذي يعيشه من وصفوهم بأبناء الهامش. وقال متتبعون في تصريحات خاصة إنه بقدرة قادر تم إحضار شاشات تلفاز إلى الأقسام، والتي لم يكن يحلم متعلمو هذه الثانوية بالاستفادة منها، كما تم توفير أجهزة جديدة لعرض البيانات (data show) وهي الأجهزة التي كان العديد من العاملين بالمؤسسة يطالبون بها، وفق تعابيرهم. وأضاف متحدثون إلى جريدة "العمق" أنه "بين عشية وضحاها تمت صباغة جدران المؤسسة وتهيئة الساحات، كل ذلك لإيهام الوزير أن الأمور تسير بشكل جيد والواقع غير ذلك"، وفق تعبير مصادر جريدة "العمق". وطالبت مصادر الجريدة وزير التربية الوطنية بتفقد مؤسسات مجاورة والتي لا تبعد إلا بأمتار قليلة عن ثانوية دمنات أو تلك التي تبعد عنها بأقل من 3 كيلومترات للوقوف على الوضع الحقيقي الذي تعيشه المدرسة العمومية بجهة بني ملالخنيفرة. وكشفت مصادر جريدة العمق أن مدير أكاديمية بني ملال قام بأكثر من زيارة لثانوية دمنات استعدادا لزيارة الوزير، كما أن المدير الإقليمي ظل شبه مرابط بالمؤسسة ذاتها لاستقبال الوزير في واقع أريد للثانوية أن تعيشه هذه الأيام. مصادر أخرى، تساءلت عما إذا كانت الزيارة الرسمية كافية لوضع حد لمعاناة المتعلمين والأطر العاملة بهذه المؤسسة والتي فاقمها الزلزال الذي حرم متعلمي الثانوية من 18 حجرة دراسية، أم أن الوضع مرشح للمزيد من التعقيد، تتساءل المصادر ذاتها. وتأتي زيارة الوزير في إطار الزيارات الميدانية المكثفة التي يقوم بها للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، حيث اطلع الوزير رفقة الوفد المرافق على سير الدراسة بالمؤسسة من خلال حضور جانب من الحصص الدراسية. وشكل اللقاء فرصة للقاء بعض الاطر العاملة بالمؤسسة والاطلاع على ظروف اشتغالهم، منوها بانخراطهم وتعبئتهم لضمان الاستمرارية البيداغوجية. واستغل بنموسى لقاءه بالأطر العاملة بالمؤسسة للحديث حول النظام الأساسي الجديد الذي قال إنه جاء موحدا ومحفزا، وجاء خدمة لمصالح الأسرة التعليمية. وكانت جريدة العمق قد نشرت صورا تظهر تصدعات واضحة وتشققات كبيرة في عدد من البنايات داخل الثانوية الأكبر في مديرية أزيلال. وبحسب معطيات جريدة "العمق"، فإن الثانوية التي كانت تستعد لاستقبال أزيد من ألفي تلميذ تضررت بشكل كبير بسبب الزلزال الذي اودى بحياة حوالي 3000 شخص في مختلف ربوع الوطن. وعبرت مصادر جريدة "العمق" من تخوفها من انهيار أجزاء من الثانوية بسبب الأضرار البليغة جراء الزلزال، مشيرة إلى أن اللجنة التقنية هي التي يمكنها أن تحدد إمكانية استقبال التلاميذ هذا الموسم من عدمه. يذكر أن العديد من فعاليات المجتمع المدني، قد وجهت في أكثر من مناسبة نداءات للسلطات المعنية بضرورة بناء ثانوية جديدة بالمدينة للتخفيف من الاكتظاظ الذي تعرفه أقدم ثانوية في المدينة.