بمناسبة حلول السنة الستين لعيد ميلاد جلالة الملك نصره الله أريد أن أقف عند بعض مفترقات الطرق بين خطابات جلالة الملك ومدى الوقوف عندها وتنزيلها على أرض الواقع. أولا أريد أبارك لجلالة الملك في عيد ميلاده الستين راجيا من المولى جل جلاله أن يطيل في عمره ويشافيه ويسدد خطاه ويرشده إلى كل خير لوطننا وشعبنا. فمنذ اعتلاء جلالة الملك للعرش العلوي المجيد وهو يؤكد على مجموعة من المجالات التي كانت شبه مهملة أو منسية وتكررت هذه التعليمات في كثير من الخطابات إلا أن عمليات التنفيذ لازالت معلقة أو تسير سير السلحفاة! فقد ركز جلالته على الاعتناء بالشباب وفتح لهم كل الفرص المادية والمعنوية للمشاركة في عجلة التنمية التي ينهجها جلالته لكن مع الأسف لازلنا نجد كثير من الوجوه لا على مستوى الأحزاب او النقابات أو الحكومة نفسها التي تدور من منصب إلى آخر منذ دخولها في هذه المجالات ضاربة عرض الحائط مشاركة الشباب الذين أظهروا في الآونة الأخيرة على تمكنهم من تسلق سلاليم النجاح خاصة في مجالات الابتكار والرياضة والأعمال الاجتماعية والجمعوية وهذا كله من تلقاء أنفسهم وحبهم لوطنهم ورفع رايتهم. فمتى يتعفف كثير من شيوخ السياسة ويتركوا المجال لدماء جديدة ونظيفة؟ ركز جلالة الملك نصره الله كذلك في كثير من خطبه على المشاركة السياسية لمغاربة العالم وتبسيط المساطير الإدارية لهم وذلك لما لهم من دور مهم في اقتصاد البلاد والدفاع عن ثوابث المغرب في بلاد المهجر والمحافظة على لحمة المغاربة في العالم كله. لكننا مع الأسف فوجئنا عندما اتفقت كل الأحزاب عدا حزب الاستقلال على رفض هذه المشاركة ضاربين بنذا من بنوذ دستور 2011 عرض الحائط و بدون توضيح ولا حجة وكأن مغاربة العالم ليسوا أفرادا من الشعب المغربي!! فمتى تحكم بنوذ الدستور بدل الأهواء والمصالح؟! ناهيك على المشاريع التنموية التي دشنها جلالته ولا تزال تنتظر ضميرا حيا أو قلبا خائفا من حساب الله وحساب التاريخ من أجل تحقيقها. واللائحة لاتزال طويلة عريضة خاصة مجالات الصحة والتعليم والعمل وهي المجالات التي يجب الاعتناء والإسراع بحل مشاكلها وإخفاقاتها لأنها هي القريبة من مطالب الشعب والتي يحتاجها يوميا أما المشاريع الضخمة التي عادة ما يستفيد منها سوى الأغنياء لابد لها أن تكون كذلك موازية مع المجالات الحيوية التي يعاني االشعب من غيابها. وأخيرا ما دامت المسؤولية لم ترتبط بعد بالمحاسبة الصارمة بغض النظر عن كل شرائح الشعب المغربي فسنبقى نعيد هذا الكلام ومع الأسف مرارا وتكرارا!! عبد الحميد العايدي هولندا