تعرف أسواق بيع أضاحي العيد بمختلف أقاليم المملكة، ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الأكباش خلال الأيام الجارية، وسط حالة استياء من طرف المواطنين الذين يعتبرون أن الأسعار الحالية تفوق قدراتهم الشرائية بشكل ملحوظ. ووفق ما عاينته جريدة "العمق" في عدة جولات بأسواق الأضاحي ببعض المدن، فإن أسعار الأكباش تتراوح ما بين 2000 و8000 درهم، فيما لاحظت الجريدة أن أغلب الأسعار تتمركز ما بين 3000 و4000 درهم، في حين أكد مواطنون أنه من النادر جدا إيجاد أكباش تقل عن 2000 درهم. وبحسب بائعين تحدثت إليهم الجريدة، فإن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع الكبير في الأسعار هذا العام، يرجع إلى غلاء الأعلاف وكثرة المضاربين، مشيرين إلى أن الفرق في الأسعار مع السنة الماضية يتراوح ما بين 500 و2000 درهم. في حين، كشف مواطنون راغبون في اقتناء الأضاحي، ممن تحدثت إليهم "العمق"، أنهم تفاجؤوا بمستوى الأسعار خلال هذا العام، مشيرين إلى أن من يتوفر على ميزانية 2000 درهم مثلا، يصعب عليه اقتناء الأضحية هذا العام. يأتي ذلك في وقت شرع فيه المستوردون المغاربة في استيراد الأغنام المعدة للذبح في عيد الأضحى، وذلك بعدما أقرت الحكومة دعما ماليا يصل إلى 500 درهم عن كل رأس غنم مستورد من الخارج، سعياً منها إلى "تسقيف الأسعار" قبل حلول العيد. وأظهر مقطع فيديو جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، لحظة وصول شاحنات دولية لنقل السلع، إلى ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا، على متنها مئات من رؤوس الأغنام الموجهة إلى المغرب، وهي تستعد لعبور مضيق جبل طارق نحو ميناء طنجة المتوسط. ومن المرتقب أن يتم توزيع هذه الأغنام المستوردة من أوروبا، وغالبتها من إسبانيا والبرتغال، على الأسواق الوطنية، خلال الأيام الجارية، من أجل تعزيز العرض بخصوص أضاحي العيد، وضع حد للارتفاع الصاروخي في أسعار الأغنام الوطنية في الوقت الراهن. ويرى مواطنون أن دخول الأغنام الأوروبية إلى المغرب، قد يساهم في خفض الأسعار وإن بشكل طفيف، مشيرين إلى أن التحدي الأكبر هو مدى إمكانية قبول المغاربة لهذه الأغنام المستوردة، والتي تتشابه بشكل كبير مع سلالات مغربية. ويبلغ عدد الأغنام ذات الإنتاج الوطني، المعدة للذبح في عيد الأضحى زالمرقمة من طرف مصالح "أونسا"، أزيد من 4.5 مليون رأس، بحسب الأرقام الرسمية التي قدمتها الحكومة، خلال شهر يونيو الجاري وكان الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد كشف أن وزارة الفلاحة تعمل على خلق وتهييء 34 سوقا مؤقتا للعيد في مختلف جهات المملكة، حيث ستستقبل هذه الأسواق الأغنام والمعز المرقمة فقط من طرف "أونسا". يُشار إلى أن الحكومة أعلنت عن إجراءات لتيسير عملية استيراد الأغنام من الخارج، أهمها تقديم دعم مالي محدد في 500 درهم للرأس، مشددة على أنها توجه أي مستثمر أو مستورد إلى سوق معنية من أجل استيراد الأغنام منها، بالنظر إلى أن الاستيراد حر.