بشكل يدعو إلى الاستغراب، أصدرت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء بيانا عبرت خلاله عن شجبها واستنكارها، لما اعتبرته تصرفا غير لائق من رئيس الحكومة عزيز أخنوش خلال الجلسة، تجاه عضو المجموعة النائبة الباتول أبلاضي. وذلك على الرغم من أن الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس النواب أمس الإثنين، حول التعليم العالي والبحث العلمي، مرت في أجواء عادية تخللتها بعض المناكفات، التي بقيت على العموم في إطار الاحترام المتبادل بين مختلف الفرقاء السياسيين. فالواضح أن بيان إخوان بووانو كان انفعاليا, على اعتبار أن زملاءه في المجموعة كانوا يتعمدون التشويش على كل كلمة أو تعقيب لرئيس الحكومة. بل ما زاد الطينة بلة، هو عدم احترام بعضهم للحكومة ولمؤسسة البرلمان، حيث أن من ضمنهم من كان يطرح السؤال، ويتعمد المغادرة عندما يأتي دور الحكومة للرد. المجموعة النيابية للبيجيدي عابت على أخنوش أيضا ما أسمته "أسلوب الهروب إلى الوراء"، لكنها تناست أن أمينها العام عبد الإله بنكيران كان، وفق عدد من المتتبعين للشأن السياسي، عرّاب التهريج و"الحلْقة" داخل قبة البرلمان. بيان المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب لم يأت بجديد، بل كرر أسطوانة الحزب المشروخة، لمحاولة التغطية عن حجم الحزب الحقيقي عقب الاستحقاقات الماضية، حيث وضعهم المواطنون على الهامش نظير سنوات التدبير العشر، والتي كان عنوانها هو هدر الزمن التنموي. ويرى مراقبون أن فقدان العدالة والتنمية لرصيده السياسي لدى المواطنين، وتراجع وزنه السياسي بشكل كبير، بات يدفع نواب حزب المصباح وقياداته إلى البحث في كل مرة داخل البرلمان، وعبر البلاغات عن "البوز" لإثبات الذات، واستعادة "نوستالجيا" التدبير الحكومي الغابر ولو للحظات.