أشاد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بشجاعة شاب أنقذ فتاة حاولت الإنتحار، بعدما رمت نفسها في أمواج بحر آسفي، حيث دعوا إلى تكريمه على اعتبار أنها ليست المرة الأولى التي يغامر بحياته من أجل إنقاذ أرواح الآخرين. ويتعلق الأمر بالشاب عبد الحق ألبي، وهو أحد أبناء شارع الرباط، الذي اشتهر بمبادراته الدائمة لإنقاذ الأشخاص الذين يترددون على كورنيش آسفي لوضع حد لحياتهم أو انتشال جثث من أقدموا على هذه الخطوة. وحول تفاصيل الواقعة، يروي عبد الحق ألبي، في حديثه مع "العمق"، أنه "يوم الحادث تلقى اتصالا حوالي الساعة الحادية عشرة ونصف من أحد أصدقائه يخبره بأنه فتاة رمت نفسها من الكورنيش، حيث ترك عمله كعامل نظافة وركض من أجل إنقاذها". وأضاف عبد الحق ألبي، البالغ من العمر 40 عاماً، أن "عندما وصول عند الفتاة، وجدها ممسكة بإحدى الصخرات، إذ لم يضيع وقته في خلع ملابسه خوفا من أن تلفظ أنفاسها وسط أمواج البحر، مما اضطره أن يقفز بأغراضه الشخصية". وأوضح ألبي أن "ظل ممسكا بيد الفتاة وسط البحر قرابة ساعتين، ويقرأ عليها آيات من القرآن الكريم، في انتظار وصول رجال الوقاية المدنية، الذي اعتبر أن وسائل الإنقاذ الخاصة بهم لم تكن صالحة لمثل هذه الحالات". ومضى يقول إنه "لا يبحث عن البوز أو الشهرة من خلال مبادراته الإنسانية، بل هدفه الأول والأخير إنقاذ أرواح الأشخاص رغم أن أسرته حاولت مرات عديدة صده عن المغامرة بحياته إلا أنه أصبح يرى أنها أصبحت مسؤولية على عاتقه". وتفاعلا مع موقفه البطولي، كتب أحدهم "شاب يقطن بجوار كورنيش آسفي يتقدم لإنقاذ فتاة حاولت الانتحار، بطل يستحق التكريم والاعتراف لمحاولاته المتكررة في إنقاذ وانتشال جثث الضحايا عكس مسؤولي العار بتخلفهم عن تأمين سور الكورنيش والتصدي لظاهرة الانتحار بحاضرة المحيط". ودونت إحدى الصفحات المحلية "عبد الحق رجل شجاع يتحدى يوميا أمواج بحر كورنيش أموني بآسفي في سبيل إنقاذ حياة المواطنين من الغرق. مرة أخرى عمل بطولي وإنساني من "عبدالحق" الذي سارع لإنقاذ فتاة من موت محقق بعدما رمت نفسها في كورنيش الموت بآسفي". وقارن شخص آخر بين مبادرة "عبد الحق" وأحد شاب مالي أنقذ طفلا فرنسيا بعد تدليه من شرفة شقة إحدى البنايات، حيث قوبل تصرفه البطولي باستقبال رسمي من الرئيس إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه، قبل أن يمنحه الجنسية الفرنسية وعرض عليه وظيفة في خدمة المطافئ. ومضى يقول "اليوم البطل ابن شارع الرباط عبد الحق البي وغير ما مرة نشاهد تدخلاته من أجل إنقاذ ضحايا الكورنيش منهم من انتشالهم جثة هامدة ومنهم من أخرجهم من الماء أحياء"، متسائلا "ألا يستحق هذا البطل على الأقل شهادة تقديرية من طرف ممثل صاحب الجلالة أو حتى توظيفه في الوقاية المدنية".