وجهت الأبناك المغربية رسائل تحذير إلى زبنائها، عقب تنامي حالات النصب مؤخرا على المواطنين عبر الهاتف، إذ يعمد النصابون إلى الاتصال بالضحية المحتمل وإبلاغه بأنه فاز في إحدى المسابقات، ليطلبوا منهم مجموعة من المعطيات المتعلقة ببطاقته وحسابه البنكي ليتعرض في الأخيرة لعملية سرقة. وجاء في رسالة لأحد الأبناك اطلعت عليها جريدة العمق، "زبناءنا الكرام المرجو توخي الحذر من المكالمات المشبوهة، ورسائل البريد الإلكتروني، والرسائل القصيرة التي تطلب منكم معلوماتكم البنكية أو بيانات الدخول للتطبيقات أو بياناتكم الشخصية الأخرى". ويبتكر النصابون في كل مرة حيلة للإيقاع بضحاياهم وسلبهم أموالهم، آخرها عملية نصب جديدة تستغل اسم القصر الملكي وثقها مواطن السبت 8 أبريل الجاري، حيث أظهر تسجيل صوتي، محاولة شخص يزعم أنه موظف بوكالة تدير مبادرة وطنية نظمها القصر الملكي في رمضان، النصب على مواطن حيث أوهمه بأن رقمه الهاتف قد اختير من أجل الفوز بقسيمة شراء قدرها 20 ألف درهم، سيتم إرسالها إلى حسابه البنكي. وزعم النصاب، بحسب التسجيل الذي تتوفر عليه جريدة "العمق"، بأن الرقم الهاتفي الذي يعود للمواطن الضحية، مصنف في المرتبة السابعة ضمن 10 عائلات ستحصل على نفس المبلغ المالي، مضيفا أن مبلغ مليوني سنتيم سيتم تحويله إلى حسابه البنكي وبه يمكنه اقتناء حاجياته من أحد الأسواق الممتازة التي يتعامل معها. ووفقا للمصدر ذاته، فقد طلب النصاب الذي زعم أن اسمه "مصطفى عفيف" من الضحية، إرسال رقم بطاقته البنكية، وتاريخ انتهاء صلاحية البطاقة، والرقم المثبت بظهر البطاقة البنكية، من أجل تحويل المبلغ المالي، غير أن الضحية فطن إلى أنها عملية نصب وسلمه معطيات خاطئة. وحتى يتأكد الضحية من أنه فعلا أمام عملية نصب باستغلال اسم القصر الملكي، طلب من النصاب مُعاودة الاتصال لأن لديه أغراض ليقضيها، وهو ما أثار حفيظة هذا الأخير، حيث خاطبه بالقول: "شي حاجة د الأسرة الملكية لا تؤجل ولا تؤخر والأمور يجب أن تكون مضبوطة". وبدا النصاب مرتكبا بعدما سأله الضحية، هل فعلا الأسرة الملكية هو من وراء هذه المسابقة، أم شركة الاتصالات "إنوي"، حيث رد عليه بالقول: "غادي نطيح عليك الهضرة"، أي أنه سيلجأ لأسلوب السب والشتم، بعدما تأكد له أن المواطن الضحية كشف لعبته، وأن الأمر يتعلق بعملية نصب. في السياق ذاته، حصلت "العمق" على تسجيل صوتي آخر، أوضح فيه مواطن أن نفس النصاب اتصل بوالدته رمضان الجاري، وأخبرها بانها ربحت قسيمة شراء ب20 ألف درهم، مهداة من القصر الملكي، وبعدما طلبت منه أن يعاود الاتصال مرة أخرى، انهال عليها بالسب والشتم. من جانبه، حذر إسماعيل بلالي، المدير العام لمركز النقديات، على حسابه بموقع "لينكد إن" من عمليات النصب على الهاتف، حيث قال "إذا اتصل بك شخص يخبرك بسعادة أنك فزت بشيء فعلى الأرجح ما هي إلا محاولة لخداعك". وأضاف "إذا طلب منك بالإضافة إلى ذلك أن تدفع شيئا ما لإرسال هديتك إليك، فهذه بالتأكيد محاولة احتيال"، مبرزا أن النصاب يطلب من ضحيته المحتملة الذهاب ودفع مبلغ ف بإحدى المؤسسات أو إرسال رقم بطاقته المصرفية، والرقم الذي يصله عبر رسالة قصيرة لهاتفه لإجراء معاملات عبر الانترنت. وزاد المدير العام لمركز النقديات، أن المحتال بعد توصله بمعلومات البطاقة البنكية يقوم بإفراغ حساب الضحية، وشحن البطاقات البنكية التي سيعيد بيعها بعد ذلك، مضيفا انه لسوء الحظ يقع كثير من المواطنين ضحية حيث يستسلمون لإغراءات المحتالين.