تأهل 4 قراء مغاربة إلى نصف نهائي مسابقة "عطر الكلام" في نسختها الثانية، والتي تُعد أكبر مسابقة للقرآن والأذان في العالم، وتشرف عليها الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، بهدف الاحتفاء بأجمل الأصوات في تلاوة القرآن ورفع الأذان. ففي صنف القرآن الكريم، ضمن المقرئون المغاربة عبد الله محمد الدغري ومحمد يوسف الهبطي وزكرياء الزيرك، التأهل إلى نصف نهائي المسابقة، إلى جانب الإمام المغربي صلاح الدين متعبيد الذي اعتبرته اللجنة يُمثل ألمانيا، إضافة إلى 4 قراء آخرين يمثلون السعودية ومصر وإيران وإثيوبيا. وفي صنف الأذان، تأهل 8 متسابقين، ثنان منهم من بريطانيا، ومتسابق واحد من كل من الإمارات وإندونيسيا ونيجيريا واليمن ولبنان والسعودية، حيث تنطلق منافسة نصف النهائي في الصنفين معا، اليوم السبت. ويعتبر "عطر الكلام" أول وأكبر برنامج مسابقات يجمع بين تلاوة القرآن ورفع الأذان في العالم، تنظمه الهيئة العامة للترفيه بالسعودية (هيئة حكومية)، وتستهدف ذوي المواهب في مجال تلاوة القرآن الكريم ورفع الأذان. وتعد جوائز هذه المسابقة الأعلى قيمة في العالم بأزيد من 12 مليون ريال سعودي (3.2 مليون دولار)، حيث تنقسم المسابقة إلى مسارين، مسار تلاوة القرآن الكريم، ومسار الأذان. وخلال الموسم الماضي، فاز المقرئ المغربي يونس غربي، وهو شاب كفيف، بالجائزة الأولى في مسابقة "عطر الكلام"، والتي عرفت مشاركة أزيد من 40 ألف مقرئ من 80 دولة. وانطلق البرنامج خلال نسخة هذا العام، بمشاركة أزيد من 50 ألف متسابق من مختلف أنحاء العالم، تأهل منهم 50 إلى المرحلة النهائية في الرياض، حيث تنقسم المسابقة إلى 4 مراحل تتكون من 16 حلقة. ففي المرحلة الأولى التي تضم 8 حلقات، يتنافس 32 قارئا ومؤذنا، يتأهل منهم 8 في كل صنف، وتضم المرحلة الثانية (ربع النهائي) 4 حلقات، يتنافس فيها 16 متأهلا حول 8 مقاعد تؤهلهم للمرحلة الثالثة (نصف النهائي) التي تضم حلقتان تفضي إلى تأهل 4 متسابقين لمرحلة النهائي التي يتم فيها عرض النتائج النهائية وتكريم الفائزين في حلقة أخيرة. وتضم أعضاء لجنة التحكيم 5 أعضاء متخصصين في مجالات دقيقة كالأذان والقراءات وعلم المقامات الصوتية، وجميعهم يحفظون القرآن الكريم، كما أن معظمهم مُجاز بعدة قراءات ومن طرق عدة. وبحسب الهيئة العامة للترفيه، فإن هذه المسابقة تهدف إلى تقديم تجربة إسلامية ثرية للعالم من خلال تسليط الضوء على تنوع ثقافات العالم الإسلامي، والتي تنعكس على أسلوب وطريقة تلاوة القرآن الكريم ورفع الأذان. كما تهدف، وفق الهيئة، إلى تشجيع الناشئة وشباب العالم الإسلامي إلى الإقبال على تلاوة القرآن الكريم وترتيله ورفع الأذان بمختلف أساليبه، إضافة إلى تزويد المجتمعات بأعذب التلاوات وأخشعها وتعريف العالم بوسطية وسماحة الإسلام، من خلال إبراز جمالياته وثرائه الذي ينبذ التطرف والتعصب بكافة أشكاله. يُشار إلى أن القراء المغاربة هيمنوا على مسابقات ترتيل وتجويد القرآن الكريم، السنة الماضية، حيث حصلوا على المراكز الأولى في مسابقات كبرى بالإمارات والسعودية وقطر ودول أخرى. وتشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود أزيد من مليون ونصف المليون حامل لكتاب الله تعالى بالمملكة، ما يجعل المغرب في مقدمة دول العالم على مستوى حفظة القرآن الكريم. كما أن الإحصائيات الرسمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، تشير إلى وجود أزيد من 11 ألف من الكتاتيب القرآنية المنتشرة عبر ربوع المملكة، إلى جانب أزيد من 2200 مركز لتحفيظ القرآن تابع للمجالس العلمية المحلية، و289 مدرسة للتعليم العتيق.