أولا: نجحت قطر في تنظيم كأس عالم مبهر وبتنظيم دقيق، في مختلف المجالات. أبرز ذلك قدرة هذا البلد في تنظيم أكبر حدث رياضي في العالم وفي جغرافية محدودة وأن هناك تحول في خريطة البلدان المؤثرة عالميا. ولم يتوقف نجاحها عند هذا الحد وإنما في فرض أسلوبها وثقافتها، رفع الآدان في الفضاءات التجارية الكبرى وتوفير مساجد للصلاة، أو من خلال أيات قرأنية أو أحاديث في العديد من المناطق مثلا في جزيرة اللؤلؤة الشهيرة. ثانيا: سجل وجود تضامن عربي بين الجماهير العربية، بحيث كلما التقيت مشجعا أو مجموعة من المشجعين من البلدان المشاركة، قطر، المغرب، تونس والسعودية إلا تتمنى ويتمنون لك الفوز ويهنئك بعض المباراة. ثالثا: سجلت منذ البداية عند عدة جماهير عريية التعويل على المغرب عند بدء المونديال، لكن دون أن يتوقع أحد أن يصل إليه فريقنا الوطني من نتائج مبهرة. رابعا: سوق واقف باعتباره تجسيد للثقافة العربية سجل ملتقى المشجعين، فهنا استحضار التراث في حدث عالمي. خامسا: الأكيد أن الجماهير العربية كانت حاضرة بقوة في المونديال، مع حضور مميز لجماهير أمريكا اللاتينية بالخصوص من البرازيل والمكسيك والأرجنتين الإكوادور، مع حضور مميز لجماهير جنوب شرق أسيا، بينما بقي حضور الجماهير الأوروبية باهتا. سادسا: الجمهور المغربي كان نجم المونديال بامتياز رقيا وتشجيعا، ذلك وإن كان أقل بكثير من حضور الجماهير المغربية في مونديال روسيا ( حوالي 42 ألف متفرج)، لكن هذه المرة كان مدعما بالجماهير العربية في الملعب، بالخصوص من البلد المنظم. سابعا: قدم الجمهور المغربي نموذجا في الرقي والتشجيع والدعم للمنتخب الوطني في الملعب وخارجه وفي مختلف الفضاءات العامة. الأكيد غابت لمسة ألتراسات الرجاء والوداد، الجيش الملكي، اتحاد طنجة وغيرها من الفرق المغربية لكن حضرت بعض أساليبها (سير سير سير ماركة من ملعب دونور إلى العالمية). برافو للجمهور المغربي. ثامنا: المغرب بلد يتنفس الكرة سواء من خلال ما وقع في المونديال أو في مختلف مدن المملكة أو من خلال تعبيرات الجماهير المغربية في مختلف بلدان المعمور، بالخصوص مغاربة العالم، يظهر أن هذا الشعب مولع بالرياضة، وأن طموحنا كبير. تاسعا: تنظيم مونديال كأس العالم أصبح مطلب وأن تحقيقه لم يعد حلم لكن يجب الاشتغال عليه، ولا يهم 2030 أو 2034 أو غيرها، وإنما يجب اختيار الوقت المناسب، لكن أن يتم ذلك في القريب المتوسط. عاشرا: ما يهم قراءة في نتائج الفريق الوطني، فعلى الرغم من أنه لم يكن أحد يتوقع أن نصل إلى ذلك، فإن الثقة في المجموعة كانت قوية قبل بدء هذا الحدث العالمي، ولا يسعنا إلا شكره عن هذا الإنجاز الذي تم بفضل إدارة محكمة، مدرب كفء ولاعبين غيورين على وطنهم، وأن ما وقع سيكون له انعكاس كبير على الكرة المغربية والأهم على صورة هذا البلد العظيم. إحدى عشر: إحساسنا بالفخر بوطننا وبفريقنا، ففي الدوحة كما في بلدان مجاورة سواء من طرف شرطة الحدود أو من طرف الأفراد كنا نتلقى التهنئة والحديث على أن المغرب فخر العرب، فشكرا للجماهير العربية على دعمها لفريقنا الوطني وللجمهور المغربي.