أعلن أمس الإثنين بالدار البيضاء عن إحداث مكتب جديد للبنك الصيني بقلب القطب المالي للدار البيضاء، وذلك كمحور جهوي كفيل بدعم مساره التنموي بالقارة الإفريقية. ويراهن على هذا البنك، الذي يعد من المؤسسات الصينية العريقة، على مواكبة ودعم الاستراتيجية المعتمدة في تطوير قدرات ومؤهلات المقاولات الصينية بدول القارة السمراء الناطقة باللغة الفرنسية، ومد المقاولات المغربية والافريقية بسلسلة من المعلومات لمعرفة السوق الصينية وتكثيف علاقاتها التجارية مع شبكة المقاولات المتعامل معها بهذا البلد الاسيوي، فضلا عن مساهمته من منطلق استراتيجي في تمويل مختلف المعاملات التجارية بين إفريقيا والصين. كما يتوخى مسؤولو البنك الصيني، الذي يعد رابع بنك على مستوى احتياطاته المالية، من خلال هذه البادرة تنمية السوق الافريقية انطلاقا من المغرب. وبهذه المناسبة أكد كونغ كزياولونغ الرئيس الممثل للبنك الصيني بالمغرب أن المملكة يحظى بموقع جيو استراتيجي مهم وتنعم باستقرار سياسي وبفضاء ملائم وأمثل للأعمال وهي المقومات التي من شأنها المساعدة على جلب المزيد المشاريع الاستثمارية. واضاف أن احتضان المكتب الجهوي للبنك الصيني من طرف القطب المالي للدارالبيضاء، كمحور اقتصادي ومالي موجه لإفريقيا، جاء بدافع الرغبة في تطوير شبكة البنك على مستوى افريقيا وكذا من أجل العمل على تقديم أفضل الخدمات لزبنائه. ومن جهته، أعرب سعيد الابراهيمي مسؤول القطب المالي للدارالبيضاء عن سعادته وافتخاره لاحتضان القطب لمؤسسة مالية رائدة ذات صيت عالمي من قبيل البنك الصيني مؤكدا أن حضور هذه المؤسسة المالية بالدار البيضاء سيلعب دورا ملموسا في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة بين الصين وافريقيا، وكذا في الانفتاح على آفاق جديدة من اجل تنمية مشاريع المقاولات الصينية بإفريقيا. يذكر ان البنك الصيني احدث في شهر فبراير 1912 كبنك مركزي للصين قبل ان تتدرج مهامه ليصبح بنكا دوليا للصرف وبعدها بنكا متخصصا في تمويل المعاملات التجارية الخارجية. وفي ظل عملية الاصلاح المالي اضحى البنك الصيني بمثابة بنك تجاري تم ادراجه حينها في بورصتي هونغ كونغ وشانغهاي. وفي سنة 2014 اضحى البنك الصيني المؤسسة المالية الوحيدة بالدول الناشئة التي تمكنت من ايجاد مكانتها ضمن قائمة الابناك المهمة على الصعيد العالمي من خلال العمل على تكثيف تواجده بنحو 46 دولة وجهة موزعا مهامه بين ما هو تجاري واستثماري وتأمين وتدبير للرساميل وكراء الطائرات. أما القطب المالي بالدار البيضاء، فيعد بمثابة شركة متعددة الاسهم (مجهولة الاسم) أنشئت سنة 2010 في إطار شراكة بين القطاعين العمومي والخاص. وقد اضحى القطب الاقتصادي والمالي الجهوي بوابة مفضلة لاقتحام سوق القارة الإفريقية وخاصة بلدان شمال افريقيا وشرقها ووسطها.