في العقود الماضية هيمنت قصص وأساطير سكان الفضاء على خيال التأليف الأدبي والسنيمائي وعلى محادثات عموم الناس. واليوم أخد موضوع احتمال وجود كائنات فضائية توجها جديا أخرجه من عالم الاستخبارات والأسرار العسكرية المظلم إلى عالم المشاريع العلمية العلنية الرسمية. فبعد التقرير الذي عرض في الكونغريس الأمريكي قبل أسابيع، ومحاولات المخابرات والبنتاغون من قبل لتفسير الظاهرة، دخلت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) على خط الأجسام الطائرة المجهولة وأعلنت شروعها في تحقيق مفصل لفك ألغاز قضية استأثرت على اهتمام الناس من قبل دون أن يجدوا تفسيرات مسنودة بآراء علمية ومواقف مؤسسات رسمية. ناسا: لا دليل، وتطلق تحقيقا وحسب " اندبندنت عربية" أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الخميس التاسع من يونيو (حزيران)، أنها تطلق في الخريف تحقيقاً يستمر أشهراً عدة عن "الظواهر الجوية المجهولة" أو ما درجت العادة على تسميته الأجسام الطائرة المجهولة. وبعد محاولات من الاستخبارات الأميركية، ثم من البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية)، حان دور وكالة "ناسا" للنظر في وجود هذه الأجسام، التي تتحرك على سبيل المثال بشكل غير طبيعي أو بسرعة فائقة في غلافنا الجوي، والتي لا يوجد لها تفسير في المعارف المتوافرة حالياً. وسارعت وكالة الفضاء إلى تأكيد عدم وجود دليل على أن لهذه الظواهر أصلاً خارج الأرض. غير أن المدير المساعد في "ناسا"، توماس زوربوكن، قال خلال مؤتمر صحافي، "إذا سألني أحدهم عما إذا كنت أعتقد أن هناك دليلاً دامغاً على وجود حياة ذكية في أي من هذه الظواهر، فسأعطي إجابة مقبولة تماماً لعالم، وهي أني لا أعرف" ثلاثة أهداف وميزانية متواضعة مع ذلك، قالت الوكالة الأميركية إن الموضوع يكتسي أهمية فائقة لأنه يتعلق بالأمن القومي وسلامة الملاحة الجوية. وستجرى الدراسة من جانب كبار العلماء وخبراء الطيران. ومن المقرر أن تنطلق في بداية الخريف، على أن تستمر تسعة أشهر، وينشر تقرير في نهايتها. وتم الإعلان عن ثلاثة أهداف: جمع بيانات موجودة أصلاً، وتحديد البيانات المفقودة وأفضل طريقة لجمعها، وتحديد الأدوات التي سيتم تحليلها بها في المستقبل وقال خلال المؤتمر الصحافي نفسه ديفيد سبيرغيل، عالم الفيزياء الفلكية الذي اختير لرئاسة هذه الأعمال، إن هذا الأمر "يجعل من الصعب استخلاص نتائج" مع ذلك، توجد بالفعل جبال من البيانات، بحسب خبراء "ناسا" الذين يرغبون في جمعها من الحكومات أو الشركات الخاصة أو الجمعيات، أو حتى الأفراد ولن تتخطى الميزانية المخصصة لهذه الأعمال 100 ألف دولار. ظواهر غير مفهومة ويسعى هذا التحقيق العلمي إلى إزالة الوصمة السلبية عن الموضوع. وقال توماس زوربوكن إنه قرر بنفسه فتح هذا التحقيق، موضحاً أن "إحدى نتائج هذه الدراسة بالنسبة لي هي جعل الجميع يفهم... أن المسار العلمي يصلح لمعالجة جميع المشكلات، بما في ذلك هذه المشكلة". وفي يونيو 2021، قالت الاستخبارات الأميركية في تقرير طال انتظاره، إنها لا تملك أي دليل على وجود كائنات فضائية، لكنها أقرت بأن عشرات الظواهر التي شاهدها الطيارون العسكريون لا تزال بلا تفسير. والشهر الماضي، ولأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً، عقد الكونغرس الأميركي جلسة استماع عامة حول هذا الموضوع. ووفقاً للبنتاغون، تم الإبلاغ عن عدد متزايد من الأجسام مجهولة الهوية في السماء على مدار الأعوام العشرين الماضية. وتثير هذه الأجسام سيلاً من التكهنات الغريبة. وقال توماس زوربوكن، "أعتقد أنه سيتم اكتشاف آليات علمية جديدة"، مضيفاً، "حصلت حالات كثيرة تبين فيها أن شيئاً شبه سحري ليس سوى أثر علمي جديد". وتابع، "لا تقللوا أبداً من قدرة الطبيعة". خريطة طريق وأكد الخبراء الشروع في هذا المشروع من دون أفكار مسبقة، لكن بالنسبة إلى ديفيد سبيرغل، من المحتمل أن تجمع الأجسام الغريبة معاً ظواهر مختلفة لا يمكن منحها تفسيراً واحداً. وأقر سبيرغل بأن الدراسة قد لا تسلط الضوء على الفور على جوانب كثيرة، لكن المطلوب منها أن توفر خريطة طريق للتحرك نحو هذا الهدف في المستقبل. وتبحث "ناسا" بالفعل عن حياة خارج كوكب الأرض في الفضاء، على سبيل المثال من خلال البحث عن آثار للحياة القديمة في شكل ميكروبي على المريخ، أو بصمات تقنية من كواكب أخرى. لكن هذه هي المرة الأولى التي تنظر فيها وكالة الفضاء الأميركية بجدية في هذا الاحتمال على الأرض. وقال المسؤول عن تنسيق الدراسة لوكالة الفضاء الأميركية دانيال إيفانز، الخميس، "لا أعتقد أن أي شخص قد نظر بشكل منهجي إلى ظواهر جوية مجهولة في الماضي"، ولكن "على مدى عقود، استجابت (ناسا) للدعوة إلى معالجة بعض أكثر الألغاز المحيرة التي نعرفها، وهذا (التحقيق الجديد) ليس مختلفاً" عما سبقه في هذا الإطار.