ظهر مؤخرا العديد من الازواج الشباب على اليوتوب، تتصدر فيديوهاتهم الطوندونس المغربي، يظهرون من خلالها لُطفاء.. يلعبون لعبة الغُميضة.. يتناولون الفُشار فوق الأريكة.. يحضرون بيتزا على الطريقة الامريكية.. يدبّرون لبعض البعض مقالب سخيفة.. كل هذا يعطي انطباعا ايجابيا لدى العزاب، ويشجعهم على الارتباط في أقرب الآجال.. يتحدثون دائما في الفيديو الأول على قنواتهم عن تفاصيل أول لقاء بينهم، نظرة، ابتسامة، مواعيد محدودة جدا، ثم الزواج.. وفي الفيديوهات الأسبوعية الأخرى، يحكون لنا عن الأكل المفضلة لديهم، الأبراج، المدن، الدول، الفرق الكروية.. يعطون آراؤهم في صراعات المشاهير، في كل "بوز " يتصدر العناوين.. يتحدثون عن الأشياء التي لا يحبون في بعضهم البعض.. أحيانا يضعون عناوين مثيرة على فيدوهاتهم من قبيل " أصعب قرار غادي ناخدوه فحياتنا " !!! إنهم يتكاثرون بشكل رهيب.. وقد نشهد أكبر هجرة للازواج نحو اليوتوب حاملين كاميراتهم ومعدات الاضاءة الدائرية ring light التي تُضفي اضاءتها جمالية على العينين.. وهناك سيتقاسمون الطوندونس فيما بينهم.. سيختفون من المقاهي والحدائق والمراكز التجارية.. سيتحولون إلى جالية مغربية مقيمة في اليوتوب.. يستعملون كثيرا عبارة SO الانجليزية، يتحدثون لغة الأرقام بتوظيف "k" "M" التي تعني الألف و المليون.. يسيرون على نهج الجيل الأول، رواد قنوات صنف " بيوتي" العملاقة الذين ينشرون في كل مرة فيديوهات اقتناء السيارات الفارهة والفيلات والشقق الراقية كنوع من التحفيز.. يريدون تحقيق نفس الاحلام.. يؤسسون لصناعة محتوى رقمي جديد يعتمد على تسويق تفاصيل الحياة الزوجية.. يستثمرون كل الوقت في الاعتناء ب "الأدسنس" كي يكبر و ينضج و يثمر !! * يوسف معضور، كاتب رأي