يثير شبح الجفاف مخاوف المهتمين بالشأن البيئي، و يتزايد زحفه على ما تبقى من المناطق الرطبة بجبال الأطلس المتوسط حيث نلاحظ تراجع منسوب المياه المهول الذي طال بحيرات الأطلس المتوسط مع انخفاضا كبيرا في هطول الأمطار هذه السنة، فكما لا يخفى عن الجميع بعد اختفاء بحيرة "عوا" وهي إحدى أشهر البحيرات في المغرب حيث تعتبر من بين المناطق الرطبة (بحيرات اموزار كندر: عوا، حشلاف، افرح)، والتي تمتد البحيرة على مساحة 140 هكتارا وتعيش في مياهها أسماك متنوعة، أبرزها الشبوط والروش و "سمك نهري، الذي يعد أحد أكثر الأنواع السمكية وفرة في البحيرة، وأيضًا موطنًا مهمًا للتعشيش الطيور ك "البط" و "دجاج الماء"…. ومنها المهاجرة ك "فلامينغو" تم توثيقه سنة 2013 ، فبعد أن مرة فترة جفاف موسمي (طبيعي) سنة 2002 إلا انها اصبحت أرضا قاحلة وجف ماء البحيرة منذ سنة 2018، بعدها يليها جفاف "ضاية حشلاف" بحكم انها يشتركان في نفس المياه الجوفية وعندما نتكلم عن جفاف بحيرة ما فنحن نتحدث عن اختفاء تام للحيوانات والنباتات المائية في تلك المنطقة. وها هو نفس السيناريو يتكرر اختفاء شبه كلي ل "ضاية أفركاع" وتراجع مهول ل "ضاية افرح" والتي تعتبر من بين المناطق الرطبة حسب اتفاقية RAMSAR تم نشرها في 15 يوليوز 2019 تحت عنوان: بحيرات إيموزار كندر: عوا، حشلاف، افرح نظرا لتنوعها البيولوجي (الطيور) في الموقع الرسمي خاص باتفاقية رامسار. فجبال الأطلس المتوسط لم تعد تحمل صفة "برج مياه المغرب" نظرا لاستمرار استنزاف موارده المائية بكل أريحية وتفضيل قطاع الفلاحة على البيئة، فبالرجوع إلا هاتين الآخرتين والقاء نظرة عبر Google Earth نجدهما مطوقتان بضيعات فلاحية كثيرة. من بين الأفعال التي تقوم بخفض من تنوع البيولوجي لأي منطقة كيفما كانت هي الفلاحة أحادية الاتجاه بمعنى اخر غرس لنوع واحد من الأشجار وليست أي أشجار إنما تلك التي تحتاج كمية كبير من الماء للنمو (أشجار التفاح على سبيل الذكر)، وهنا نجد أنفسنا نطرح سؤالاً عن كيفية ترخيص السلطات بحفر الآبار؟ وان وجدت فباختفاء الغير موسمي لهاته البحيرات يحيلنا على أسئلة أخرى، فما مدا مصداقية الدراسة البيئية؟ وإلى من تتجه أصابع الاتهام؟ ففي ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم؛ ارتفاع درجة حرارة الأرض، تراجع كبير على مستوى التنوع البيولوجي بالمغرب، حرائق الغابات بفعل فاعل….. كل هاته المعطيات تقود إلى سؤال واحدة: هل سنشهد إنقراضات كبرى في المستقبل القريب؟ فبحجة الواقع و النتائج يجب إعادة النظر في تعامل الإنسان مع الموارد الطبيعية التي نتقاسمها مع باقي الكائنات الحية على هاته الأرض لأنها كنز يفنى.