عقدت سلطات المضيقالفنيدق، أمس الخميس، لقاءً تواصليا مع النساء ممتهنات التهريب المعيشي حول برنامج تحفيز الإقلاع الاقتصادي بالمنطقة، وذلك بمشاركة فعاليات رسمية وجمعوية، في حين شرعت وحدة صناعية لتدوير النسيج بالفنيدق، في الإنتاج بيد عاملة من ممتهني التهريب المعيشي. اللقاء الذي احتضنته مدينة الفنيدق، حضرته فعاليات اقتصادية ومسؤولو القطاعات الحكومية المعنية بالتشغيل وجمعيات المجتمع المدني، وذلك قصد فتح حوار مع الجمعيات والنساء ممتهنات التهريب المعيشي، حول تحسين الوضع السوسيو-اقتصادي لهن ولساكنة المنطقة بشكل عام. وعرف اللقاء تقديم عروض لمجموعة من ممثلي المؤسسات البنكية والقطاعات العمومية المعنية، ثم جرى التداول حول انتظارات ساكنة المنطقة، خاصة منها فئة النساء ممتهنات التهريب المعيشي سابقا. رئيس مؤسسة "مبادرة للشباب والمقاولة"، منصف كتاني، أوضح أنن هذا اللقاء يأتي عقب الاجتماعات التي انعقدت بحضور والي الجهة وبحضور عامل المضيقالفنيدق وعدد من المسؤولين والفاعلين المحليين للتفكير بشكل مشترك في سبل تحقيق الاقلاع الاقتصادي لمنطقة الفنيدق. وقال الكتاني في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "لاماب"، إن هناك مجموعة من المبادرات تروم إيجاد حلول آنية ومستعجلة لساكنة المنطقة، منها على الخصوص توفير فرص شغل ودعم حاملي المشاريع من الشباب. واعتبر أن هذه الجهود من شأنها خلق دينامية اقتصادية وفرص عمل جديدة، وبالتالي تحسين الوضع السوسيو-اقتصادي، مشيرا إلى وعي كافة الجهات المعنية بضرورة تسريع وتيرة تنزيل هذه المبادرات بشكل ناجع لتكون ذات وقع إيجابي على المستفيدين وعلى المنطقة. المديرة الإقليمية للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بالمضيقالفنيدق، أمينة الغياتي، قالت إن الوكالة تعتبر شريكا أساسيا في البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيقالفنيدق وإقليم تطوان. وأوضح أن هذا البرنامج يتضمن ثلاثة محاور أساسية تتمثل في تهيئة مناطق اقتصادية لخلق مناصب شغل، وإطلاق مجموعة من المبادرات لدعم وتمويل مشاريع لفائدة الشباب والنساء، وتشجيع الاستثمار عبر تقديم تحفيزات لفائدة المستثمرين للاستقرار بالمنطقة. وأضافت الغياتي أن دور الوكالة يكمن في مواكبة المشغلين والباحثين عن فرص عمل من بين المتضررين من جائحة فيروس كورونا في أفق مساعدتهم على الاندماج الاقتصادي، إلى جانب مواكبة المبادرة التي أقدم عليها مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة لدعم التشغيل الذاتي. بدورها، أبرزت المنسقة الجهوية للتعاون الوطني، زينب ولحاجن، أن مصالح التعاون الوطني منكبة على تنزيل وتفعيل بنود اتفاقية الشراكة للتشغيل الذاتي التي أبرمها مجلس الجهة ووزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، عبر خلق منصة للاستقبال والمواكبة بمركز تابع لمؤسسة التعاون الوطني بحي "العزفة" بالفنيدق، لاستقبال نساء وفتيات المنطقة لمواكبتهن في تمويل مشاريعهن. واعتبرت المسؤولة أن المشاريع الممولة في إطار الاتفاقية يمكن أن تكون مشاريع فردية أو تعاونية أو شراكات، مشددة على أن مصالح التعاون الوطني ستواكب حاملات المشاريع بدءا من دراسة فكرة المشروع إلى غاية إخراجه للوجود. تشغيل 200 عاملة إلى ذلك، شرعت إحدى الشركات المتخصصة في تدوير النسيج بمدينة الفنيدق، أمس الخميس، في نشاطها الإنتاجي بتشغيل 200 عامل وعاملة من ممتهني التهريب المعيشي بمعبر باب سبتة سابقا. وسهرت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات على عملية توقيع عقود عمل غير محددة المدة لفائدة 200 عامل، 190 من بينهم نساء، من المتضررين من جائحة فيروس كورونا ومن الركود الاقتصادي الذي تعاني منه المنطقة عقب إغلاق معبر باب سبتة. هذه الوحدة الصناعية التي انطلق الانتاج بها بشكل فعلي، تشكل نموذجا لتنزيل البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيق-الفنيدق وإقليم تطوان. وينتظر أن تشغل الشركة أكثر من ألف عامل وعاملة بعد الانتقال إلى المقر الجديد الذي يجري بناؤه بمنطقة الأنشطة الاقتصادية. الرئيس المدير العام للشركة، الصبري سعيد، أوضح أن سلطات ولاية جهة-طنجة-تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق وضعت أمام المستثمرين بالمنطقة كافة التسهيلات والتحفيزات قصد الاستقرار بمدينة الفنيدق، مضيفا أن وحدته الصناعية انطلقت مؤقتا ب 200 عامل وعاملة، في أفق إدماج ألف آخرين بعد الانتقال إلى المقر الجديد. وأشار في تصريح ل"لاماب"، إلى أن الشركة التي تنشط في إعادة فرز الألبسة المستعملة وإعادة تدويرها، تستهدف يدا عاملة تتكون أساسا من النساء العاملات سابقا بالتهريب المعيشي، موضحا أن %30 من الانتاج يوزع بالسوق المحلية بالفنيدق عبر تعاونية تضم 120 تاجر ألبسة مستعملة، فيما يعاد تصدير جزء من الإنتاج وإعادة تدوير جزء آخر لصنع النسيج.