تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بمدينة تطوان، مقطع فيديو يظهر جثة شخص وسط مياه الفيضانات التي شهدتها مدينة تطوان، اليوم الإثنين، وذلك قرب معمل قنينات الغاز، فيما لم تتأكد جريدة "العمق" بعد من صحة الفيديو لدى مصدر رسمي. وفي سياق متصل، علمت "العمق" من مصدر مطلع، أن المديرية الإقليمية للتعليم بتطوان، قررت تعليق الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، صباح غد الثلاثاء، خاصة بالمناطق القروية، بسبب الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة. ووفق المصدر ذاته، فإن الأمر يتعلق بالفترة الصباحية فقط، مشيرا إلى أن أحوال الطقس صباح غد ستحدد مصير الدراسة في الفترة المسائية، فيما قررت أيضا عدد من المصانع بتطوان تعليق العمل غدا الثلاثاء، نتيجة سوء الأحوال الجوية. وعاشت مدينة تطوان، اليوم الإثنين، يوما عصيبا بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الحمامة البيضاء دون توقف منذ الساعات الأولى من الفجر وإلى غاية عصر اليوم، مخلفة خسائر مادية بمختلف أحياء وشوارع المدينة. ووفق ما عاينته جريدة "العمق" في جولتها بمختلف أحياء المدينة، فإن الأمطار الغزيرة تسببت في حدوث فيضانات أدت إلى توقف تام لحركة السير بعدد من المقاطع الطرقية الرئيسية، مع تسجيل عدة حوادث سير متفرقة. وتسربت مياه الأمطار إلى عدد من المدارس والمنازل والمحلات وأقبية المباني، وغمرت مجموعة من السيارات، كما سقطت جدران مؤسسات عمومية، من ضمنها سور مدرسة تعليمية وسور مبنى تابع لمقاطعة سابقا، فيما نجى عدد من المواطنين من الموت بعدما جرفتهم السيول. وعاينت الجريدة تسرب المياه إلى عدة مختبرات تابعة لشعبة البيولوجيا بكلية العلوم، حيث غمرت الفيضانات مجموعة من الأجهزة والملفات الخاصة بالأساتذة الجامعيين، فيما سارع عدد من طلبة الدكتوراه إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك الوثائق والتجهيزات. ووفق المعطيات الرسمية التي أعلنت عنها عمالة تطوان، فإن مياه الأمطار تسربت إلى ما يناهز 275 منزلا بمجموعة من أحياء المدينة، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة خفيفة. وقالت العمالة إن التساقطات المطرية التي بلغت 100 ملم، ما بين السابعة صباحا والرابعة بعد الزوال من يومه الاثنين، أدت إلى ارتفاع منسوب بعض المجاري المائية وتسجيل فيضانات بمجموعة من قنوات الصرف، نجمت عنها العديد من الخسائر المادية، ودون أن تخلف أي إصابات بشرية. وأوضحت السلطات المحلية أن التساقطات الغزيرة أدت إلى الانهيار الجزئي للجدران الخارجية لبعض المؤسسات والمرافق، وغمر بعض المقاطع الطرقية بالمياه، مع ما رافق ذلك من اضطراب أو توقف لحركة السير بعدد من المحاور والمسارات الطرقية. وأشارت العمالة إلى أنه جرت تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية، من أجل مواجهة هذه الوضعية الاستثنائية، والتخفيف من تأثير هذه الفيضانات، والحفاظ على سلامة وممتلكات المواطنين، والتدخل من أجل إعادة انسيابية حركة السير بالمحاور المقطوعة.